فنيات تعديل السلوك

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: السبت, يونيو 6, 2015 - 11:19

أولاً: الإبعاد أو الإقصاء: Time Out هو إجراء عقابي هدفه تقليل السلوك غير المقبول ، ويقوم على افتراض أن السلوكيات غير المرغوبة التي يأتيها الفرد تتدعم وتتعزز من الأشخاص الذين حوله. مثلاً: الطالب الذي يتحدث ويضحك في الفصل (وهذا سلوك غير مرغوب فيه) وابتسامات الطلاب الآخرين تعزز هذا السلوك لدى الطالب ويعتبر هذا تعزيزاً وتدعيماً لسلوكه.

ولنقوم بالإبعاد والإقصاء يجب علينا:
• إبعاد الشخص عن مصادر التعزيز أو البيئة المعززة.
• سحب المعززات البيئية للسلوك لمدة مؤقتة ومحدودة بعد تأدية السلوك غير المرغوب. ففي حالة الطالب المشاغب في المثال السابق يبقى في البيئة المعززة ولكنه يمنع من المشاركة في النشاط ويجلس بعيداً عن الطلاب ويتجاهله المعلم طوال فترة الإقصاء بينما يقوم بتشجيع الآخرين وتعزيز سلوكهم المرغوب أثناء النشاط.
• أما إبعاد الشخص عن مصادر التعزيز فيكون في غرفة خاصة لا يتوفر فيها التعزيز .
ويجب مراعاة عدة اعتبارات هامة:
• يجب أن تكون غرفة الإقصاء خالية من المعززات الإيجابية في مثل التي يجدها في المنزل أو المدرسة أو في بيئته العادية وإلا قام الفرد بالسلوك غير مرغوب فيه من أجل دخوله لغرفة الإقصاء.
• يجب القيام بعملية الإبعاد بهدوء قدر الإمكان وعدم الدخول في مناقشة مطولة ويكفي تذكيره فقط بأن ما فعله جزاءه الإقصاء.
• استخدام هذه العملية بعد استنفاذ الفنيات الإيجابية وعدم استخدامها مع الحالات التي تخاف من الانفراد والحبس كما يفضل تعزيز السلوك المرغوب المضاد للسلوك الخاطئ مع الإقصاء.
• فورية الإقصاء ضرورية حتى يتمكن الفرد من الربط بين الإقصاء والسلوك وتستخدم هذه الفنية كثيراً مع الأطفال ، وفي حل المشكلات السلوكية داخل الفصل مثل (العدوان ، المشاكسة ، الثرثرة والتخريب).

ثانياً: التصحيح البسيط والتصحيح الزائد Correction and over Correction

يستخدم هذا الإجراء للتقليل من السلوكيات غير المرغوبة ويقوم على:
1. بيان أن التصرف الذي قام به الفرد هو تصرف خاطئ وغير مقبول وأنه بالإمكان القيام بتصرف أفضل ، مثلاً: في حالة الطفل الذي يبكي قبل أن يطلب أي شئ مـن والديه أو يبكي عند عـدم تنفيذ طلب له نقول له: "عندما تريد شئ فإنك تبكي عند طلبه وهذا سلوك خاطئ وبإمكانك تعديله".
2. عبر عن مشاعرك السالبة وضيقك بهذا الأسلوب قائلاً: "أشعر برغبة" في ترك الغرفه عندما تفعل ذلك أي البكاء في المثال السابق.
3. إطرح بديلاً مقبولاً ، مثلاً: "عندما تحدثني بدون بكاء فسوف أصغي إليك" وفي التصحيح البسيط قائلاً: "يجب الابتعاد عـن التوبيخ والتعنيف والتهديد".
أما التصحيح الزائد: فيعتمد على بيان خطأ الفرد وتوبيخه ثم يطلب منه القيام بإزالة الأضرار الناتجة عن هذا السلوك أو تأدية سلوكيات إيجابية نقيضه للسلوك المستهدف تعديله وتكرار ذلك لفترة محدودة.
مثال: طفل كثير الحركة إعتاد أن يسكب الماء على الأرض (سلوك سئ) ، والتصحيح الزائد يتطلب:
• توبيخه.
• يطلب منه مسح الماء.
• يمكن أيضاً تنظيف منطقة مجاورة ويشمل أيضاً إعادة كوب الماء إلى المطبخ ويستخدم هذا الأسلوب في ( مص الإصبع - نقص النظافة - إفساد الترتيب - العدوان).

ثالثاً: الإغراق أو الغمر:

هذه الفنية تعتمد على تعريض الفرد لمتغيرات واقعية ومواقف حقيقية ، أو تعريضه لمناظر تخيلية تتضمن المثيرات التي تسبب له الخوف والقلق حتى يعتاد عليها ، أو يكتشف عدم وجود نتائج مخيفة تترتب عليها تستحق هذه الاستجابات غير الطبيعية. ويستخدم هذا الأسلوب لعلاج ( المخاوف بأنواعها: الوسواس ، والنظافة) ، وهذا الأسلوب قد تكون له مساوئه وسلبياته ونادراً ما يستخدم.

رابعاً: التحصين والتطمين التدريجي:

و هو إزالة الحساسية تدريجياً Systematic Desensitization. تعتمد هذه الفنية على محو الاستجابة الانفعالية غير المرغوبة ( كالقلق أو الخوف الناتج عن مثير ما) ، واستبدالها باستجابة أخرى مرغوبة مضادة لها مع نفس المثير. مثلاً: الشخص الذي يخاف ركوب الطائرة إذا إستطعنا تقديم المثير وهو ركوب الطائرة دون أن تحدث أعراض القلق والخوف فإن ذلك من شأنه أن يضعف الرابطة بين الطائرة واستجابة القلق وبالتالي تنطفيء الاستجابة غير المرغوبة باستخدام التحصين التدريجي الذي يعني التخلص التدريجي من ارتباط السلوك المضطرب "القلق" بشيء أو موقف معين كركوب الطائرة. وتتم هذه الطريقة بتحديد المثيرات التي تثير خوف المريض ، فنبدأ بالمثيرات الأقل إثارة للخوف إلى أكثرها إثارة ثم تعريضه لها وهو في حالة استرخاء عضلي و ذهني بصورة متدرجة حتى نصل إلى الأكثر إثارة ثم إلى المثير الأصلي. ومع التكرار يحدث كف تدريجي للخوف وللقلق ثم تصبح المثيرات المخيفة غير مخيفة أو مؤلمة.

خامساً: تكلفة الاستجابة Response cost :

إجراء عقابي يستخدم عادة للتقليل من السلوكيات غير المرغوبة ويقوم على افتراض أن قيام الفرد بسلوك غير مرغوب سيكلفه خسارة شئ معين (مادي أو معنوي) وحياتنا مليئة بالأمثلة منها مثلاً قطع إشارة مرور (سلوك سيء) يكلف الفرد دفع غرامة مالية ، و هذه الغرامة هي التكلفة لتلك الاستجابة وبالتالي ينتج عن ذلك أن يمتنع السائق عن قطع الإشارة مرة أخرى. أيضاً عدم الوفاء بالوعد يكلف الفرد ضعف الثقة فيه وعدم تصديقه. تسمى هذه الطريقة أيضاً بالغرامة فإذا وعد المرشد أو الأب الطالب بالحصول على كمية من المعززات عند تأدية سلوك مقبول وإذا لم يهتم بهذا السلوك المقبول يخسر هذه المعززات ويستخدم هذا الأسلوب بفاعلية في علاج: العدوان والنشاط الحركي الزائد وسلوك الشغب والفوضى والثورة والجناح.

سادساً: الممارسة السالبة: Negative Practice "الإتعاب"

تعتمد هذه الفنية على مبدأ أن تكرار الاستجابة دون تعزيز يؤدي إلى نتائج سلبية مثل التعب والملل والفتور مما يقلل من تكرارها. ويكون هذا التكرار شعورياً و إرادياً بدون وجود المثير حيث يؤدي إلى إضعاف هذه الاستجابة عند ظهور المثير. وعليه فإن هذه الفنية تعني الإجبار على تكرار السلوك غير المرغوب فيه بشكل متواصل لفترة زمنية محددة ، إلى أن يصبح ذلك السلوك مكروهاً للشخص. ويرى الباحثون أن هذا الأسلوب لا يستخدم في برامج تعديل السلوك للحالات العادية ، إنما يستخدم كأسلوب علاجي للسلوكيات الإرادية في الغالب ( قضم الأظافر، هز الرأس). ويمـكن استخدام هذه الفنية أيضاً في علاج التدخين (كأن يطلب من الفرد التدخين لمدة ساعة أمام المعالج دون انقطاع ، حيث يشعر بعدها الفرد بالتعب والإرهاق من هذه العادة).

سابعاً: أساليب التدريب التوكيدي Assertive Training

تستخدم هذه الأساليب بشكل خاص مع أولئك الذين لا يستطيعون التعبير عن مشاعر الحب والغضب والإعجاب والذين يكونون مؤدبين إلى درجة أن الآخرين يقومون باستغلالهم ، ويجدون صعوبة في الإجابة بالنفي ويتنازلون عن حقوقهم. وبعبارة سيكولوجية يستخدم مع الذين لديهم نقص في توكيد ذواتهم ومع "الشخصية التجنبية" .

ومن هذه الأساليب:

أ‌. التعبير الحر عن الرأي: إظهار المشاعر الحقيقية بدلاً من الموافقة على كلام الآخرين.
ب‌. التوكيد السلبي: أي الاعتراف بالخطأ.
ت‌. لعب الأدوار: تمثيل أدوار معينة قبل القيام بها وتمثيلها.
ث‌. أسلوب الاسطوانة المشروخة: يستخدم في الحالات التي يقاومك فيها شخص معترضاً على ما تقوله قبل أن تنهي كلامك (انتظر إلى أن ينهي كلامه ثم تجاهل ما قاله واستأنف الحديث الأصلي).
ج‌. تنطيق المشاعر: تحويل المشاعر الداخلية إلى كلمات منطوقة.

ثامناً: لعب الأدوار: Role Playing

تمثيل أدوار أمام جماعة من المشاهدين حيث يكشف الشخص من خلال التمثيل عن مشاعره ، فيسقطها على شخصيات الدور التمثيلي وينفس عن انفعالاته ويستبصر بذاته ويعبر عن اتجاهاته وصراعاته ودوافعه.

تاسعاً: النمذجة: القدوة Modeling

يستخدم في بناء السلوكيات المرغوبة وتعديل السلوكيات الرديئة خاصة للأطفال فالوالدان والمدرسون يلعبون دوراً كبيراً في بناء السلوكيات المرغوبة فهم يمثلون القدوة لأطفالهم. ويمكن تنفيذ هذا الأسلوب من خلال تقديم الأخصائي النفسي لنماذج معينة من سلوكيات مرغوبة من نماذج حسنه وشخص يقوم بالسلوك المراد تعلمه على مرأى من المريض. ويمكن عرضها أيضاَ من خلال الأفلام أو المواقف المصورة. ثم يقوم المريض بتقليدها بمساعدة النموذج ثم يؤديه بمفرده في مواقف مختلفة.

------------- 

المصدر: دنيا الرأي

أدهم عدنان طبيل 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.