التنافر المعرفي

كاتب المقال: kholoud
التاريخ: الجمعة, سبتمبر 4, 2015 - 23:45

يصعب على بعض الأشخاص احياناً فهم جميع التناقضات في حياتة مالم يتعرف على كيفية نشأتها والبدائل المتاحة للحد منها.  في هذا المقال سنتعرف على نظرية علمية تفسرهذه التناقضات، ويرجع الفضل في هذا بعد الله لعالم النفس (فستنغر) الذي يعتبر اول من أكتشف نظرية التنافر المعرفي عام 1957.

ويقصد بالتنافر المعرفي هي حالة من المواقف المتعارضة بين المعتقد والسلوك يصاحبة عادة شعور بعدم الراحة  ، وهذا الشعور هو مايجعل الشخص يبحث عن استعادة التوازن بين المعتقد والسلوك بتغييراحدهم.

فالاشخاص لم تأتي معتقداتهم اللاعقلانية بين عشية وضحاها، لكنها جاءت نتيجة لتراكمات زمنية من المورثات العائلية والاجتماعية سواء كانت صحية او شخصية او سياسية على مدى فترات من الأزمات والألتزامات.


في أي الحالات يزيد التنافر ؟ ومتى يصبح قوياً

يزيد التنافر:


1- اذا كان الموضوع مهماً

2- اذا كان الصراع بين الأفكار المتنافرة قوياً

3- اذا كانت هناك صعوبة في إيجاد توافق بينهم


ويقوى اذا كان الموضوع شخصياً ومتعلق بصورة الذات (كأن يرى الشخص نفسة جيد ولكنه مدرك انه يقوم بأفعال سيئة)

 

مثال لتوضيح التنافر بشكل أدق 

أحد الأشخاص عُرضت علية وظيفتين 

الأولى: ظيفة  بأمتيازات عالية في منطقة هادئة جميلة غير منطقتة

الثانية: وظيفة في منطقتة بجانب أهله وأمتيازاتها أقل من الأولى

 

نرى أن الخيارين لديهما نقاط إيجابية ونقاط سلبية، وعليه فإن الشخص يجب ان يتخذ قرارا يقطع احتمال التمتع بمزايا البديل وقبول مساوئ البديل الأخر.


اهم الخيارات المتاحة في هذا المثال
طريقة المباعدة بين البدائل (وهو ان تقوم بزيادة جاذبية البديل المختار وتقليل جاذبية البديل المرفوض)
فالصعوبة ليست في وجود التنافر وإنما في كيفية تعاملنا مع هذا التنافر ، فتمتع الشخص بكفاءة معرفية  يمكنه من اتخاذ قرار مبني على التوازن.


مثال اخر بشكل مختلف

(سلوك) التدخين ومعرفة الأشخاص المدخنين بأضراره (ادراك)

 

قام فستنغر بتوضيح بعض الخيارات لحل هذا التناقض عن طريق

1- (إعادة تقييم السلوك) كأن يترك المدخن سلوك (التدخين) ليتماشى مع إدراكه.

2- (إعادة تقييم المعتقد) كأن يقوم المدخن بالبحث عن معلومات تقلل من خطورة التدخين مع التشجيع على هذا السلوك ببعض العبارات كأن يحافظ على المزاج مثلاً ليتماشى مع سلوكه.

فإحساسك بوجود شعورمزعج حيال هذه التناقضات تُحفز الشخص السليم  بالبحث والتفكير عن مكمن هذا الصراع ليتسنى له إعادة تقييم المعتقد والسلوك بشكل عقلاني حتى ينجح في الوصول الى الإتساق المعرفي عن طريق 

1- تغيير السلوك

2- تغيير السلوك بتغيير الأدراك

3- تغيير السلوك بأضافة ادراك جديد

 

وهذا مايجعلك أيها القارىء تجتهد في إدراك تناقضاتك، لأن صحة قرارك متوقف على صحة إدراكك

 

 

 

 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.