مشكلات الدراسة كيف يمكن تجاوزها؟؟

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الأحد, يونيو 7, 2015 - 10:24

بدأ العام الدراسي وبدأت معه الشكاوى في كثير من البيوت ، ابني لا يذاكر ..ابنتي لا تتكيف مع المدرسة ، أولادي يعذبونني في الاستيقاظ ، الواجبات المدرسية معضلة كبرى..
وإذا كانت تتعدد المشكلات فلابد من تصنيفها حتى نتمكن من من البحث عن حل مناسب لها..

فالمشكلات الدراسية تنقسم لقسمين رئيسيين هما:
- مشكلات مدرسية تتصل بالمدرسة من حيث المنهج ، ومستوى المعلمين والكثافة الطلابية وأسلوب التقويم بل ومنظومة التعليم ككل.
- مشكلات منزلية تتصل بمستوى الطالب وإقباله على الدراسة وتنظيمه لوقته والمناخ الأسري المحيط به..
 

ونحن هنا سنركز على المشكلات المنزلية على اعتبار أنها هي المتاحة في التعامل معها ونحاول الوصول لأنسب الحلول لها: وحتى نتمكن من تجاوز هذه المشكلات يمكننا أن نعرض لبعض المقترحات التي تساهم في حلها والتي نختصرها في النقاط التالية:

أولاً تقوية الصلة بالله عز وجل:
فكثير من الأمهات ينصب جهدها وجهادها على استذكار الأبناء ورفع مستوى التحصيل وكيفية توصيل المعلومات لهم بأفضل وسيلة ودفعهم للحصول على أعلى الدرجات ، في حين تغفل عن السبب الأساسي للقوة والنجاح والتوفيق وهو حسن الصلة بالله عز وجل..
فالإيمان بالله عز وجل يمنح المرء القوة والدافعية للسعي والإنجاز لأن المسلم القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، والإيمان بالله عز وجل يشعر الفرد بالثقة بأن ما سيعمله لن يضيع هباء منثوراً حتى ولو لم يجنِ ثمرته في الدنيا فجزاؤه مدخر في الآخرة " يقول تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات إِنَّا لَا نُضِيع أَجْر مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا }
إذن فلتكن البداية من شعلة الإيمان وجذوته التي يجب أن تتقد بها نفس ابنك وتضيئين بها حياته..ولكن كيف تتقد شعلة الإيمان داخلك.
- بتنبيهه للصلاة في وقتها وألا يتعلل بالانشغال بالمذاكرة أو الدروس عن آداء الصلاة..
- بتنبيهه إلى أهمية الدعاء كوسيلة لتحقيق أهدافه وتحقيق أمنياته...
- بتذكيره بأذكار الصباح والمساء وخاصة عند الخروج من المنزل والتوجه للمدرسة..
- بتثبيت وردٍ قرآني معه ولو بالقراءة حتى لا يتفلت منه ما تم حفظه
بتنبيهه للبعد عن المعاصي والأخطاء:
يقول الشافعي:


شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي          فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ                 ونورُ الله لا يهدى لعاصي


..ولا تنسي أن دعائك لولدك من الأدعية المستجابة..

ثانياً خلق الدافعية:
كثير من الآباء والأمهات يظل يأمر ابنه طوال اليوم ..ذاكر ذاكر ذاكر..في حين ينسي أن يحفز ابنه ويشحنه نفسياً لهذه المهمة..في حين أن القرآن الكريم اتبع أسلوب التحفيز وخلق الدافعية لدى المؤمنين ، لحثهم على الالتزام بالطاعة وهي أمر شاق في الدنيا ؛ فيقول تعالى في غير موضع " إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات جزاؤهم عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار ..وفي موضع آخر أولئك هم خير البرية ..وفي ثالث لهم جنات تجري من تحتها الأنهار وهو ما يحفز المؤمن على الطاعة يتوضيح جزاءه في الآخرة..
لذا فعلى الآباء الاهتمام بتحفيز الأبناء ، وذلك بفهم قدرات الطفل وميوله وتلقيبه بلقب مميز يحبه ، مثل يا دكتور..وياباشمهندس....كما يجب أن نقص عليه قصص الناجحين والبارزين من العلماء العرب والأجانب حتى يتمثلهم ويستلهم منهم القدوة الصالحة..
وإذا كان النجاح في حد ذاته يصلح كغاية يجب تحفيزه من أجل الوصول لها ، فلابد من التركيز معه على أهداف قصيرة المدى يتم تحقيقها تباعاً ، مثل رفع معدله عن العام الماضي ، أو الاجتهاد في مادة كان بها قصور أو مشكلة ، أو الوصول لمعدل محدد مما يساعده على تحديد هدفه والسعي من أجله..

ثالثاً: تنظيم عاداته اليومية:
فلا يجب أن يترك الطالب لينظم أوقاته بنفسه ، خاصة مع صغر سنه ، لأنه بطبيعة الحال سيميل للعب والنوم وضياع الوقت..ويمكن أن يتم التنظيم عن طريق جدول نتفق فيه معه ونضعه في غرفته ويشارك هو في وضعه ورسمه وتخطيطه ، فنقسم ساعات اليوم ما بين النوم والذهاب للمدرسة والدروس والاستذكار بما يتناسب مع جدوله ..ونحاسبه على الالتزام بالجدول وكلما كان أكثر التزاماً كلما حصل على علامة "صح" وتجمع هذه العلامات يجعلنا نكافؤه بنزهة في آخر الأسبوع أو ما شابه..
مساعدته على تنظيم غرفة استذكاره من خلال توفير مكان جيد التهوية بعيد عن الضوضاء إضاءته جيدة وفيه جلسه صحية مع الابتعاد عن الفراش عند المذاكرة
تنظيم طعامه : بتوفير الغذاء الصحي المتنوع الذي يحوي كمية كافية من الفيتامينات مثل الخضروات والفواكه الطازجة ، مع تقديم قدرٍ كافٍ من المواد السكرية خاصة قبل الذهاب للمدرسة مثل التمر والعسل والمشروبات الساخنة المحلاة مما يرفع درجة تركيزه.

رابعاً: آداء الواجبات المدرسية:
في بعض الأحيان يتسبب الآباء في تواكل الأبناء وكسلهم خاصة في آداء الواجب ، فيقوم الأب أو الأم بآداء الواجب بدلاً عن ابنه خاصة في السن الصغير ، وأحياناً يعتاد الطفل ألا يؤدي واجباته إلا في وجود الأب أو الأم ، وهذا مقبول في البداية ولكن لابد أن يساعد الأبوين الابن على آداء واجباته بنفسه وذلك من خلال:
- تحديد المطلوب منه وتركه يقوم بآدائه مع فتح المجال لأن يسأل عما يريد السؤال عنه...
- عمل مسابقة معه فنقول له لما أشوف أنا الأفضل أم أنت ، أنا سأنهي عملي في المطبخ حتى تنتهي من واجب العربي وأعتقد أنك ستفوز علي..
- الاتفاق معه على تقسيم الواجبات ، وأخذ قسط من الراحة كلما أنجز القسم المحدد وهذا مهم بالنسبة للأطفال الصغار لأن مدى انتباههم قصير فيتلملمون بسرعة من آداء الواجب..
- عمل منافسة بين الأخوة في سن متقارب حتى يتباروا في سرعة آداء الواجب مع ملاحظة عدم المقارنة الهدامة التي قد تحبط أحدهم..
- تشجيعه بكلمات إيجابية كلما أنجز ، وللتشجيع مفعول السحر خاصة على الأطفال ، أتدرون أن الشيطان يشجع أبنائه ، فعن جابر بن عبد الله قال صلى الله عليه وسلم "إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا، فيقول ما صنعت شيئا قال ثم يجيء أحدهم، فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت قال قال: فيلتزمه" رواه مسلم.
- مساعدته على إلغاء سوف وأخواتها والتي تراكم من الواجبات الأعمال المدرسية ، وإنهاء المطلوب أولاً بأول.
- استخدام أساليب مشوقة في آداء الواجب كالتدريبات والأنشطة وحفظ الكلمات بصورة مغناة ، واستخدام أكثر من حاسة لتثبيت المعلومات خاصة لمن يعاني صعوبة في الحفظ..وغير ذلك..
- منح الطفل فرصة للترفيه واللعب خاصة أيام الأجازات ونهاية الأسبوع.

 خامساً التواصل مع المدرسين لمعرفة مشكلات الأبناء:
فالتواصل مع المدرسين يكشف عن الصعوبات التي يعانيها الطفل أثناء دراسته ، ومحاولة تلافي الخطأ قبل أن يتطور إلى الأسوأ ، وعدم الخجل من مواجهة أخطاء الطفل لأنه من الطبيعي أن يخطأ الأطفال ويتعثروا حتى يصلوا للنجاح والتفوق بإذن الله تعالى..

 

 

أ. شروق محمد 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.