متى ينام الطفل مستقلا عن والديه

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الجمعة, يونيو 12, 2015 - 12:45

كل عام وجميع الأعضاء المشاركين فى منتدى فريق النجاح متمتعين بالصحة وسعادة ، والقدرة على العطاء والمشاركة الفعالة لما فيه الخير للأمة وللناس عامة . 
طرح أحد أعضاء المنتدى المتميزين سؤالا مهما بخصوص الوقت المناسب لفصل الطفل عن الوالدين فى النوم، وقد وجدت أن الإجابة عن هذا السؤال من الأمور التى تهم عددا كبيرا من مرتادى هذا المنتدى المتميز ، ولذلك آثرت أن تكون موضوعا لهذا المقال الصغير . 
ففصل الطفل عن الوالدين فى الفراش يجب أن يكون فى وقت مبكر فور عودة الأم للنوم بجوار زوجها ، بحيث يكون مهد الطفل على مقربة من الأم ليسهل عليها القيام بواجبات الأم من الرضاعة وتغيير الحفاضات ، والاطمئنان عليه . لكن فصل الطفل فى غرفة مستقلة يجب أن يبدأ ما بين سن العامين و العامين والنصف ، حيث يجب عند هذه المرحلة أن ينام الطفل بمفرده، وهذه النقلة تحمل معها بعض المتاعب للطفل وتجعله متوترا خائفا، لكن هذا التوتر والخوف ليس له أى علاقة بالاضطربات النفسية ، لأنها حالة طبيعية ، يبدأ الطفل فيها بالإحساس بالاستقلالية وبالذات، ويتحمل هذا الافتقاد للوالدين بجانبه خاصة الأم في وقت النوم، بدرجة شديدة من التوتر ، إضافة إلى ذلك فإن الظلام يجعله يشعر بتلاشي الأشياء من حوله، فالظلام بالنسبة إليه يوازي العدم أو الخطر، مما يدفعه إلى الشعور بالقلق الداخلي الذي يثير في عقله الكثير من الخيالات، خصوصا فيما يتعلق بمحتويات غرفته، فيبدأ في رؤية النافذة وكأنها تتحرك أو المائدة وكأنها تتراقص وهكذا، وكل هذه الأمور طبيعية جدا، وهي تمثل المعاناة الطبيعية للانتقال من مرحلة إلى أخرى، وتزول هذه التوترات بالتدريج مع زيادة شعور الطفل بالأمان ، واطمئنانه الى أن هذا الفصل لايعنى النبذ له وإبعاده ، من خلال مظاهر الحب والحنان الحقيقى الذى يج أن يشعره به الوالدين . لكن لو استمرت هذه المخاوف والتوترات الى ما بعد سن السادسة يجب الاهتمام بها فربما كانت مؤشرا لوجود اضطراب أو خلل ما .
وتوجد بعض الأساليب التى تساعد الطفل على النوم الهادئ والصفاء الذهني منها : 
1- تحديد العادات الخاصة بالنوم وطقوس ما قبل النوم بوضوح وحزم تامين، ومنها الالتزام دائما بنفس الساعة المحددة للنوم يوميا، بحيث ينام الطفل في الساعة نفسها كل يوم. 
2- منحه لعبته المفضلة لتنام بجانبه طوال الليل.
3- قراءة الحكايات الممتعة تساعده كثيرا على النوم بشكل طبيعي، مع ضرورة الابتعاد عن القصص السوداوية، حتى لو كانت نهايتها سعيدة.
4- احتضان الطفل وتقبيله قبل مغادرة الأم لغرفة الطفل يمنحه درجة كبيرة من الطمأنينة .
5- يمكن ترك باب غرفة الطفل مفتوحا قليلا، أو وضع إضاءة خافتة في غرفته أثناء النوم، كما أن الهدوء أثناء نوم الطفل لا يعني السكون التام، فالصوت المناسب للتلفاز أو الحديث العادي للأهل يمنح الطفل احساسا بالراحة في مرحلة ما قبل النوم.
6- الابتعاد عن عرض أفلام مرعبة فى الغرفة المجاورة أو فى الصالة التى يفتح باب غرفة الطفل عليها . 
7- عدم المبالغة فى تدليل الطفل أو محاولة التعويض عن الفترة التى قضتها الأم أو الأب فى العمل باغداق الهدايا واللعب مع الطفل بشكل مكثف لأن هذا يجعل نوم الطفل صعبا، خصوصا لو كان الوقت فى ساعات متأخرة من الليل .
8- عدم الخضوع والضعف أمام الطفل والاستسلام لرغبته اذا تساءل عما اذا كان من الممكن النوم معهما هذه الليلة . فالاستسلام والضعف أمام هذه الرغبة يعتبر بداية لتعويده على عدم احترام العادات الطيبة التي يسعى الوالدان لترسيخها وغرسها في شخصيته.
9- معظم الأطفال يجيدون ابتزاز الوالدين عاطفيا، فلا يجب الاستجابة لمثل هذه المحاولات. الا أن هناك حالات استثنائية كصراخ الطفل على إثر حلم مزعج، أو كابوس ، فهذا الوضع يحتاج الى طمأنة الطفل واشعاره بأن الوالدين موجودان بجواره وعلى مقربة منه، ولا داعى لقلقه ، واشعاره بأن هذه الأحلام ليست سوى محاولات لمضايقته لأنه طفل رائع، دون الاسترسال في شرح من يقوم بمثل هذه المحاولات.
10- من الأمور الواجب التأكيد عليها أن التفاهم والحنان والحزم الهادئ هو ما يحدد خط الدفاع الرئيس للوالدين لحماية صغيرهما ومساعدته على اجتياز فترة الفصل فى النوم بيسر وسهولة.

 

 

د. صلاح الدين السرسي 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.