الإلتهابات الأسرية

كاتب المقال: Badr Abdullah
التاريخ: الخميس, سبتمبر 3, 2015 - 20:57

 

كل منا عرف لوناً من الحياة العائلية في حياته الاجتماعية ، والمؤسسة العائلية ظاهرة كونية ليست مختصة بلون محدد من المجتمعات ؛ لذلك تاريخ البشرية يوضح أهمية العائلة في توجيه و ضبط السلوك الإنساني ، والمجتمع لا يستطيع ان يحيا دون وجود مؤسسة توجه السلوك و تبين الحقوق و الواجبات.

يستعرض هذا المقال جانب مهم في حياة الاسرة ، وما قد تتعرض له في حياتها اليومية وما قد يصيب جسدها و يمزقه بشتى الطرق سواء بقصد او بدون قصد .

لذلك يعد التفكك الاسري هو احد اهم أسباب فقدان كثير من المجتمعات هويتها وقيمتها ، وسوف نوضح اهم اسبابه والاثار المترتبه عليه وطرق علاجه .

 

أسباب التفكك الاسري : 

١- الأب الحاضر الغائب 

وهو من يقضي وقته خارج المنزل ، وله عدة صور كرجل الاعمال الغارق في عمله فسرعان ما تظهر المشاكل في المنزل لافتقار عنصر المشاركة بين الزوجين .

٢- الام الحاضرة الغائبة 

و ينطبق عليها ما ينطبق على الأب ، وقد لا تكون بالضرورة ان تنشغل " بالعمل " فقد توكل مهمة تربية و مراقبة الأبناء الى " الخادمة   والتي سوف أتطرق اليها في النقاط التالية :

أ- صراع الأدوار :

وقد يقصد به التنافس بين الزوج و الزوجة او ان تقوم الخادمة بدور الام البديلة.

ب- ثورة الاتصالات الحديثة :

هذه الثورة المعلوماتية لها العديد من الايجابيات ومنها ما يساعد على الآتصال و قضاء وقت اكبر ولكن قد تتحول لسبب من أسباب التفكك الاسري في حال استخدامها استخداماً غير صحيح .

ج- الوضع الاقتصادي للاسرة :

ففي حالة الغنى قد ينشغل الغني بماله عن أهله او قد يؤدي نفوذ المال لاستخدامات محرمه او الفقر فلا يستطيعوا ان يتدربوا امورهم فليجأ البعض للسرقة او الطلاق او الهروب من المسؤولية .

 

أثار التفكك الأُسَري : 

ولذلك يصعب حصر الاثار السيئة للتفكك الاسري ، ولكن سوف أحاول عرض أهمها في عدة نقاط :

 * أثار التفكك على الأفراد :

الأفراد هم اول ضحايا التفكك من الاسرة المفككة ، فالزوجان عند مواجهة العديد من المشكلات التي تترتب عليهما العديد من المشاكل يصابان بالاحباط وخيبة الأمل وهبوط دائم في عوامل التوافق و الصحة النفسية .

 وقد ينتج عن ذلك الاصابه بأحد الأمراض النفسيه كالقلق المرضي او الاكتئاب او الوسواس او المخاوف المرضية وايضاً قد ينتج عن ذلك عدم القدرة على تكوين أسرة مرة اخرى ، فينعزل الزوج او الزوجة عن الحياة الاجتماعية ويعيش كل منهم حياة منطوية على الذات و يكون سلبي التعامل لا يشارك الآخرين نشاطات الحياة .

وبالتالي يكون قد ساهم في تعطيل أعضاء من أفراد المجتمع كان يتوقع منهم القيام بأدوار ايجابيه و رعايه صغارة بصورة إيجابية بناءة .

* أثار التفكك على علاقات الزوجين بالآخرين :

و ينتج عنه اضطرابات وتحلل في علاقات الزوجين بالآخرين و خصوصاً الاقارب فإن كان هناك قرابة بين اسرتي الزوج فقد يأثر ذلك في العلاقة و قد يكون هنالك قطيعة بين الأسرتين فقد يلجأ الآباء والامهات بقصد او بدون قصد الى نقل اثر التفكك الى أسر اخرى وبالتالي يتحمل الجميع مشكلات فرد واحد و النتيجة تفكك أسرة أخرى.

* أثار التفكك على نشر الانحراف :

بطبيعة الحال فإن التفكك الاسري يؤدي في بعض الأحيان الى تهيئة الظروف لانحراف أفراد الاسرة و خصوصاً الأبناء .

فعندما تتفكك الاسرة ينتج لدى أفرادها شعور بعدم الأمان الاجتماعي وضعف قدرة الفرد على مواجهة المشكلات و تجعله يبحث عن ايسر الطرق لحل مشكلاته و الوصول الى مراده دون النظر لشرعية الوسيلة المستخدمة للوصول للهدف وهنا يغيب الضمير والالتزام بالمعايير والانظمة الاجتماعية السائدة التي توجه سلوك الفرد .

* أثار التفكك على قيم المجتمع و ثقافته :

التفكك يسبب اختلالاً في القيم التي يسعى المجتمع الى ترسيخها في اذهان و سلوكيات افراده.  إذاً التفكك يولد إحباطاً نفسياً قوي التأثير في كل فرد من أفراد الأسر المفككة .

فنجده يجعل بعضها يوجه اللوم الى المجتمع الذي نشأ به ولم يساعده على تهيئة الظروف التي تقيه من التفكك الاسري ، مما يحول اللوم لتلك القيم التي يدافع عنها المجتمع ، و يسعى الفرد للخروج عليها و عدم الالتزام بها ،  كنوع من السلوك المعبر عن عدم الرضى الغير معلن .

 و يظهر الفرد نوع من السلوك الثقافي لما هو متعارف عليه في مجتمعه كرد فعل لعدم الرضى عن المجتمع و ثقافته فتراه يمجد الثقافة الوافدة . 

ونجد بآن حل مشكلة التفكك الاسري بصورة هدف عام :

تتمثل في أهمية آدراك المجتمع للدور الهام الحيوي للاسرة في المجتمع باعتبارها تشكل محور العلاقات الاجتماعية واهميه إشاعة روح التفاهم العائلي و المودة و إدخال البهجة و السعادة بين أفراد العائلة و تلبية متطلباتها و تعزيز التفاعل الإيجابي بين عناصر الكيان الاسري .

ولذلك لابد ان يكون هنا لك وقاية لكي لا نكون مجبرين على العلاج بعد ذلك .

 

من و سائل الوقاية :

* العناية بما يقي من الوقوع في هذه المشكلة .

* تقوية إيمان الفرد .

* بناء الاسرة على أساس ومعايير صحيحة .

* عدم التدخل في حياة الزوجين .

 

واذا اضطررنا و نحن امام حالة من المجتمع لأسرة ما ، تعاني من التفكك الاسري فيكون العلاج عن طريق ستة وسائل : 

المؤسسات الدينية : وخاصة المساجد ، وهي أماكن يتردد عليها المسلم خمس مرات يومياً نستطيع ان نقدم ومن خلالها  النصح و الإصلاح والإرشاد من خلال الخطب و الدروس . 

المؤسسات التربوية :

ونجد دور الاخصائيين في البيئة المدرسية مهم في في حل المشاكل الطلبة والسعي لحلها مع الوالدين .

المؤسسات الثقافية والإعلامية :

فكما ان لها أثر سلبي الا ان بالتأكيد لها أثر إيجابي في بث البرامج المفيدة ومراقبة الثقافة الدخيلة .

المؤسسات الخيرية :

ولها دور في رعايه الأسر المفككة وإمدادهم بالمساعدات الماديه و العينيه و المعنويه سواء للأسر الفقيرة او الأسر الغنيه .

المؤسسات الصحية:

وتهتم بالجانب النفسي والصحي والآن اصبح في وزاره الصحه ما يسمى بطب الاسرة ويعني بمتابعة حالة المرضى صحياً ونفسياً وإجتماعياً 

مؤسسات الإرشاد الزوجي :

وهي مراكز تهتم بجميع ما يخص الاسرة في جميع مراحل دورة الاسرة و تقدم المشورة للراغبين في الزواج و تشرح لهم ، و تعطيهم دروس في الحياة الزوجية و تتوقع الخلافات التي بد تتطرأ نتيجة للبيئة التي تربوا فيها ، وتقدم لهم الدروس لتنميه المهارات و تجنب تفاقم المشاكل و الحلول المناسبة بطريقة تحافظ على تماسك الاسرة و ترابط أفرادها .

 

 

 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.