العناد عند الأطفال

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الخميس, يونيو 4, 2015 - 18:57

العناد موقف و سلوك يُبنى على إحساس الطفل بالإستقلالية الجزئية, و نمو تصوراته الذهنية. فهو بذلك وسيلة للتعبير عن استقلاليته, وممارستها بالرفض, والاحتجاج, والممانعة, وإبداء الرأي المخالف. وهو ظاهرة شائعة لدى الأطفال, ويأخذ مكانة في نفوسهم عند بلوغهم الثالثة من العمر, إلا أنه قد يلازم البعض حتى سن المراهقة. ما يطلق عليها  "بمرحلتي الانفصال"

نزعة عدوانية, وسلوك سلبي, يتمثل في التمرد ضد الوالدين, وانتهاك حقوق الآخرين. وهو محصلة للتصادم بين رغبات الطفل وطموحاته, وبين أوامر الكبار ونواهيهم. قد يحدث لفترة وجيزة أو مرحلة عابرة, و قد يكون نمطاً متواصلاً أو صفة ثابتة في شخصية الطفل, و قد يظهر و يختفي تحت ظروف معينة, و في مواقف معينة.

إلا أن الطفل العنيد له صفاته التي تميزه عن باقي أقرانه من الأطفال العاديين؛ فهو يمتلك قدرة كبيرة على الاحتمال فلا تؤثر فيه الإغراءات, ولا حتى التهديد الأجوف. ذو ذكاء اجتماعي مرتفع, مستغل للفرص, ومتوقع جيد لردود الأفعال. ثقته العالية بنفسه ورغبته الشديدة في السيطرة على مجريات حياته. كذلك إصراره وعدم تراجعه, حتى في حالة الإكراه و القسر نجد أنه يبقى محتفظاً برأيه وموقفه, ومعتداً به ولو داخلياً.

 

من أسباب العناد عند الأطفال:

  • تقليد الطفل للكبار, ومحاولة إثبات الذات ولفت الأنظار.
  • الاستهزاء بالطفل من قبل الأسرة أو الأصحاب.
  • امتصاص الطفل للرسائل السلبية الموجهة إليه, وتكوين صورة مشوهة عن ذاته.
  • قسوة الآباء أو دلالهم المفرط, المقارنة الظالمة أو التفريق بين الأبناء.
  • تعارض رغبات الطفل مع مطالب الأسرة, ورغبة الطفل الفطرية في تأكيد ذاته واستقلاليته.
  • الحد من حرية الطفل وفرض أوامر دون توضيح أسبابها, أو إعطاءه الحرية وعدم توضيح المساحة المسموح بها, ما يسمح للطفل بالتمادي في تصرفاته دون أدنى اعتبار.
  • قد يكون العناد ترجمة لشعور الطفل بالضيق الشديد, العجز, والملل. أو خوفه من كثرة الأوامر والتوجيهات الصارمة الموجه له.
  • قد يكون تعبيراً من قبل الطفل كرد فعل معاكس لتوجيه النصح له في حضرة الآخر, أو لإصرار الآباء على تنفيذ الطفل لأوامر لا منطقية.
  • تلبية رغبات الطفل لتجاوز عناده, والاستمتاع بلحظات هادئة, تزيد من تمسك الطفل به, وجعله صفة ملازمة له في شخصيته.

 

بعض المهارات في التعامل مع الطفل العنيد:

  1. التمتع بقدر عالي من الصبر والثقة والتحمل, وقدرة كبيرة على ضبط النفس وتمالك الأعصاب في المواقف الاستفزازية. استخدام الحكمة, وتجنب الضرب والألفاظ النابية.
  2. الحرص على  مخاطبة الطفل برفق ولين واستخدام عبارات محببة إليه (يا حبيبي, يا عزيزي.. ). احتوائه, وإعطائه جرعات عالية من الحب, التقدير, التفهم, والاحترام.  
  3. مناقشة الطفل كصديق مقرب, وتوضيح النتائج السلبية لأخطائه. والاستفادة من القصص وتوجيهه بها. وتمثيلها.
  4. تخصيص وقت للمرح ومشاركته اللعب. واستخدام أسلوب المنافسة. فمثلاً: إذا أرادت الأم من صغيرها "العنيد" الإسراع أثناء المشي تخاطبه بـ  "لنرى من سيصل إلى البيت أولاً أنت أم أنا..؟!
  5. المرونة في إعطاء الأوامر للطفل, وجذب انتباهه قبل إعطائها له. واستخدام الألفاظ التشجيعية بطريقة عفوية بعيداً عن المبالغة.
  6. ملاحظة ومدح أي تطور أو تغير إيجابي يطرأ على سلوكه. واستخدام أساليب التعزيز لتثبيتها.
  7. حرمان الطفل من أمور يحبها كنوع من العقاب المخفف, على أن يكون عقب الخطأ مباشرة ودونما تأجيل. إفساح المجال له لتحمل عواقب أفعاله.
  8. عقاب الطفل في أوقات ثورته بما يسمى بالوقت المستقطع, وذلك بعزله في زاوية خالية من المرح وبدقائق بعدد سنوات عمره (خمس سنوات = خمس دقائق), يليها توجيه الطفل وتوضيح  خطأه بصورة هادئة, طلب سماع الاعتذار منه, ومعاملته بودية. وفي حال ثورانه مجدداً يتم إعادة العقاب مرة أخرى.
  9. السماح للطفل بالاختيار المقيد (كأن يختار أحد القميصين), وخلال فترة محددة. ما يشبع رغبة الطفل في التحكم, وينمي لديه الانضباط وتحمل المسؤولية.

 

 

بتصرف من / أ.د. عبد الله السبيعي

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.