إدمان ألعاب الفيديو - \"Video Game Addiction\"

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: السبت, يونيو 6, 2015 - 08:47

مع ازدياد التعقيد والتفصيل، وخلق أفضل الرسومات والشخصيات المقاربة للواقع، إضافة إلى التحديات الاستراتيجية الكبرى.. فليس من المستغرب أن يفضل البعض  البحث عن آخر إصدارات ألعاب الفيديو واللعب بها بدلًا من قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، أو ممارسة الرياضة ، أو حتى مشاهدة التلفزيون.

يوجد فعلا ما يمكن تعريفة بـ "إدمان ألعاب الفيديو" بين شرائح مختلفة على مستوى العالم كله. فكلما زاد الوقت المنصرم أمام الألعاب، وزادت تبعًا لها العزلة الاجتماعية، كان تأثير هذه الألعاب حد إمكانية وصفها بأنها ألعاب مرضية.

 

 احصائيات الانتشار/

  • حسب دراسة أجرتها وزارة التعليم في سنغافورة فإن نسبة الأطفال المدمنين على ألعاب الفيديو في سنغافورة تكاد تكون مماثلة لنسبة الأطفال في البلدان الأخرى، فالنسبة في الولايات المتحدة تبلغ نحو 8.5%، وفي الصين 10%، وفي ألمانيا 11.9%، وفي أستراليا 8%، وفي تايوان 7.5 ٪.
  • كما وجد أن متوسط أعمار لاعبي ألعاب الفيديو هو 33 عامًا. 

 

هل يمكن الاستفادة من ألعاب الفيديو ؟! 

لبعض مكونات ألعاب الفديو فوائدها.. فقد كشفت الدراسات تحسنًا ملحوظًا بدرجتين عن مستوى النظر الطبيعي لدى مدمني ألعاب المغامرات والتصويب.. ما يمكنهم من قراءة المعلومات الصغيرة دون الحاجة للاستعانة بالعدسات المكبرة.

كذلك لوحظ قدرتهم على تمييز درجات مختلفة من اللون الرمادي.. ما يمكن قائدي السيارات في أجواء ضبابية من تفادي الوقوع في الحوادث.

كذلك فإن لاعبي هذا النوع من الألعاب يتمتعوا بميزات تميزهم عن غيرهم من ناحية شدة الانتباه؛ حيث القدرة على تتبع الأشكال من حولهم تكون أفضل، مايرفع مستوى الأمان لديهم.

أيضًا وجد أن الشخص الطبيعي يستطيع التركيز على 3 - 4 أشكال معًا، بعكس لاعبي ألعاب المغامرات والآكشن فهم قادرون على تمييز مابين 6 - 7 أشكال معًا.

كما وجد أن لديهم القدرة على الانتقال السريع بين المهام المختلفة بأقل الأضرار.

ذلك يعني وجود مكونات داخل تلك الألعاب يفيد في تحسين مستوى النظر، شدة الانتباه، التعلم وغيرها ما يمكن الاستفادة منه وتطويره لخدمة مجال التعليم.. لكن هذا لا ينطبق على مدمني الألعاب الأخرى أو حتى على ألعاب المغامرات جميعها.

 

ما الأسباب الكامنة وراء هذا الإدمان ؟!

  1. الهروب من المشاكل الحقيقية.
  2. كذلك الهروب من رتابة الحياة إلى عالم الخيال والسحر.
  3. قد يجد فيها بعض من يعاني من الاكتئاب متنفسًا له خاصة مع سماع عبارات التحفيز والشعور بالانجاز.
  4. كذلك قد تكون وسيلة خادعة لاصحاب الرهاب الاجتماعي كونها تتيح لهم التواصل مع أناس حقيقيين يشاركونهم الاهتمامات عينها دون الحاجة للتواصل في العالم الحقيقي.

 

هل من مؤشرات تحذيرية للوقوع في هذا النوع من الإدمان ؟!

  1. ارتباك النمط المعيشي التقليدي.. مثل قضاء الليل في ممارسة اللعب والنوم نهارًا.
  2. فقدان الوظيفة أو التوقف عن الدراسة.
  3. إطالة الوقت في ممارسة تلك الألعاب بهدف الوصول إلى المتعة المنشودة.
  4. حالة "الارتداد".. وهي ذات الأعراض التي يعاني منها مدمنوا المخدرات، وتتمثل في (سرعة التهيج والغضب، والإصابة بالقلق لدى التوقف عن استخدام الإنترنت أو ألعاب الفيديو أو عند إجبارهم على ذلك).
  5. "اللهفة الشديدة".. ويصاب بها بعض مدمني التقنية وتنتابهم عندها رغبة جارفة بالحاجة الماسة لاستخدام الإنترنت والألعاب الإلكترونية لدى ابتعادهم عن العالم التقني.

 

متى يمكن الحكم على الطفل بالادمان ؟!

  1. مجرد قضاء الطفل لمدة طويلة في اللعب لا يعتبر سلوكًا إدمانيًا إلا إذا اقترن بمشكلات اجتماعية ونفسية، مثل التفكير فيها أثناد ممارسته للأنشطة الأخرى أو أثناء الأكل. 
  2. إذا تحولت الألعاب إلى ملاذ من التوترات أو هروب من مشكلات حقيقية قد تواجه الطفل في المدرسة.
  3. في حال ملاحظة القلق والتوتر الشديد عند امتناع الطفل عن اللعب.
  4. قد يتسبب الادمان بٌصابة الطفل ببعض الزرق وتأخر دخوله في مرحلة النوم لوقت أطول مقارنة بالطفل العادي.

 

ما المضاعفات الوارد حدوثها عند الوقوع في إدمان ألعاب الفيديو ؟!

  • ظهور سلوكيات إدمانية كالقمار القهري، تعاطي المخدرات، القيادة المتهورة، والسلوكيات الجنسية.
  • أسر المدمن في عالم من الخيال والألعاب ما يؤدي إلى إهماله لأسرته، أصدقائه، عمله، ودراسته. 
  • على العكس من الاعتقاد السائد بأن هذا النوع من الإدمان يمكن أن يكون مجرد عرض للاكتئاب أو القلق أو الانعزال الاجتماعي أو المخاوف المختلفة التي تسبب ضعف التحصيل الدراسي، إلا أنه مرض في حد ذاته.

 

ليس من السهولة إقناع المدمن بترك ألعاب الفيديو خاصة وإن كان العذر الدائم لها هو البحث عن الاسترخاء والهروب من الملل..! 

لكن ربما إيجاد بدائل قد يخفف من حدة المشكلة.. 

  1. خروج جميع أفراد العائلة للنزهة واللعب.
  2. الاشتراك في نادي رياضي.
  3. الانخراط في قراءة كتاب ممتع في المكتبة.
  4. المشاركة في الأنشطة الشبابية أو التطوعية.
  5. تجربة أنشطة جديدة في الهواء الطلق مثل تسلق الصخور، أو ركوب الدراجات.
  6. مساعدة المدمن في العثور على العاطفة المفقودة، والتواصل مع الآخرين بطريقة أعمق ومشاركة أنشطة الحياة المختلفة.

أما في حال كان الإدمان أكثر سيطرة على الشخص مايحرمه فرصة التمتع بتجارب حياتية فهنا لابد من التحرك واتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة لإعادته للحياة الطبيعية..

 

هل من علاج لإدمان ألعاب الفيديو ؟!

علاج إدمان ألعاب الفيديو يحتاج إلى معالجة مجموعة واسعة من القضايا. فالعديد من مدمنيها يجدون صعوبة في التفاعل مع الناس في العالم الحقيقي. وقد يعانون أيضًا من مشاكل  في الصحة العقلية والتي تجعل من الصعب بالنسبة لهم تغيير تصرفاتهم.

تقييم الحالة العصبية..

لتقييم مستوى الصحة العقلية والتي يمكن أن تساهم في إدمان ألعاب الفيديو.

العلاج الفردي..

والذي يساعد مدمني لعبة فيديو على تطوير طرق صحية للتعامل مع العواطف و المشكلات.

العلاج الجماعي..

يشجع مدمني لعبة فيديو للتعلم من خبرات بعضهم البعض.

العلاج الروحي..

ويستخدم ساليب بديلة مثل اليوغا، وتمارين التنفس، و التصور الخلاق، والتأمل. وذلك لمساعدة مدمني ألعاب الفيديو للسيطرة على تصرفاتهم وأفكارهم.

العلاج المختص بالأسرة والأزواج..

لتعزيز العلاقات و إصلاح الأضرار الناجمة عن إدمان ألعاب الفيديو.

 

 

أ.د. عبد الله السبيعي

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.