اضطراب الهوية الجنسية عند الأطفال

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الجمعة, يوليو 3, 2015 - 17:00

هو توتر شديد ينتاب الطفل حول جنسه ، ويتبدى في :

• إصــراره على أنـه من الجنس الآخـر ، أو رغبته الملحة في أن يصبح من جنسٍ غير جنسه .
• يظهر هذا الرفض ، إما صراحة أو من خلال رفضه التام للتركيب التشريحي لأعضائه التناسلية ، وانشغاله بأنشطة الجنس الآخر.

من مظاهره لدى البنات :

• ممارسة الألعاب الخشنة وأدوار الذكور ، مثل اقتناء المسدسات والابتعاد عن لعب العرائس.
• رفضهن التبول في وضع الجلوس .
• بل إن بعض الفتيات قد تدعي أو تتخيل أنه سيظهر لها عضو ذكري ، وأنه لن ينمو لها أثداء مثل البنات.

من مظاهره لدى الذكور :

• لبس الفساتين و لعب العرائس ورفض الابتعاد عن ذلك مهما حاول الأبوان.
• مع الرفض الشديد للعب مع الأولاد واعتبار ذلك خشونة لا يحتملونها.
• كما يبدون اهتماماً خاصاً بما يلبس أخواتهم من ملابس داخلية أو خارجية و أدوات الزينة والموضة وإنتاج دور الأزياء.
• وقد يتخيل بعضهم أنه سيصبح امرأة عندما يكبر وأن قضيبه المقزز سيختفي و يظهر بدلاً منه عضو أنثوي ، وأنه سيصبح قادراً على الحمل و ...

انتشار الاضطراب :

اضطراب الهوية الجنسية ليس قليل الانتشار كما يتخيل البعض. ولكنه قد يبقى مختفياً أو يختفي مع ضغط المجتمع. وربما كان سبب تردد الذكور على العيادة النفسية للعلاج أن المجتمع لا يقبل تخنث الولد كما يقبل خشونة البنت التي يتقبلها المجتمع كمظهر للقوة لا للشذوذ.

مسار الاضطراب :

يبدأ هذا الاضطراب قبل سن الرابعة غالباً ، ويزداد قبل الثانية عشرة. وقد يحدث لما نسبته 30-60% من الذكور شذوذاً عملياً بالممارسة مع نفس جنسهم (الجنسية المثلية) ، بينما نسبة قليلة جداً من البنات يحدث لهن هذا الشذوذ.

وحينما يكبر هؤلاء الأطفال وقد صاحبهم هذا الاضطراب فإنه يمكن تصنيفهم إلى ثلاثة أصناف:

فئة المتخنثين: Tranvestite : وهم من يلبس ملابس الجنس الآخر و لو سراً ، ويستثار جنسياً عند فعل ذلك وقد يمارس العادة السرية حينها.

فئة الشذوذ الجنسي Homosexuals : وهم من يمارسون الجنس متقمصين دور الجنس الآخر (إذا كانت أنثى مارست دور الذكر ، أو ذكراً مارس دور الأنثى) ، أو من يسمون بالجنسية المثلية و قد سبق الإشارة إليهم قبل قليل.

فئة الانقلاب الجنسي: Transsexuals : وهذه الفئة لا ترضى بغير تغيير الجنس ، وقد تسعى لذلك من خلال العيادات المختصة في الغدد واستخدام الهرمونات أو من خلال عيادات الجراحة لإزالة الأعضاء التناسلية و تغيير الجنس.

الأسباب:

ليس هناك أسباب محددة لاضطراب الهوية الجنسية بقدر ما هي عوامل مساعدة أو مهيئة:

• تشجيع الوالدين أو صمتهم أو حتى عدم اكتراثهم يعني للطفل مباركتهم لهذا الدور ورضاهم عنه حتى يتمكن و يتأصل فيه شعور الانتماء للجنس الآخر.
• في أحيان أخرى قد لا يكون لدى الطفل المثل الجيد لمظاهر الرجولة أو حتى أم تعلمه ولو نظرياً ما يفعله ويشعر به الرجال في شتى المواقف والأحوال ، و تغرس فيه الشعور بالقوة و شدة البأس.
• وأخيراً فإن وجود ملامح أنثوية لدى الأطفال الذكور قد يجلب لهم التعليقات والتحرشات التي تؤدي لانحراف هويتهم و كذلك مظاهر الخشونة بالنسبة للإناث.
• وتقول النظريات التحليلية : إن توحد الطفل مع والده من الجنس الآخر قد يؤثر في ميوله وتكوين هويته. فالولد اللصيق بأمه بشكل كبير قد ينمو ليصبح أنثوي الهوية أو الميول. كما أن الأذى الجسدي أو الجنسي الذي يقع على الطفل في سن مبكرة قد يجعله يحلم باختفاء هذا الأذى وزواله لو تحول للجنس الآخر مما يؤثر على تطور هويته.

العــــلاج :

للأسف فإنه قد لا يمكن عمل الكثير لمثل هذه الحالات. لذلك فالوقاية خير من العلاج.

وتأتي الوقاية بـ :

• ممارسة الوالدين لدورهما الحقيقي في التوجيه والتصحيح ، وتوفير القدوة الجيدة للطفل في السلوك الاجتماعي المناسب للذكور عامة والممارسات الجنسية خاصة. ولابد للوالدين من الاهتمام بما يقوله الطفل في هذا الخصوص وما يعلق به الأقارب تجاه أطفالهم.
• العمل على غرس النمط السلوكي المقبول اجتماعياً ، وتشجيع السلوك المطابق للجنس وذلك بالممارسة الفعلية من خلال الاشتراك في الأنشطة المناسبة للأطفال جماعياً أو مع الوالد أو الوالدة.
• إظهار الرفض لأي مظهر من مظاهر الانحراف ؛ للعمل على كبحه في سنٍ مبكرة قبل أن يتأصل ويصعب التخلص منه.
• كما أن زيارة الطبيب النفسي في مثل هذه الحالات ، وبالذات في السن المبكرة جداً قد يفيد في اكتشاف بعض الاختلالات الهرمونية أو الخلقية التي قد يكون في إصلاحها إنقاذا للطفل من مشكلة لا حل لها.
• وأخيراً فإنه لن يكتمل الحديث في هذا الموضوع دون ذكر الأهمية القصوى والبالغة لتنمية الوازع الديني لدى الأطفال ، و زرع مراقبة الله تعالى في السر والعلانية لا تخويفاً فقط بل ترغيباً في ما عند الله و حباً لله و رسوله. لأن الطفل عندما يخاف فقط فسيفعل ما يشاء عند غياب الرقيب ، ونحن نريد أن يكون له من نفسه عليه رقيب كما يقول الشاعر:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ، ولكن قل : عليَّ رقيب

 

 

إعداد: أ.د. عبد الله بن سلطان السبيعي
استشاري وأستاذ الطب النفسي بكلية الطب - جامعة الملك سعود

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.