المراهقة : بين الحاجة للكبار والاستقلال عنهم

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الجمعة, يوليو 3, 2015 - 17:42

مرحلة المراهقة هى : مرحلة عدم الاستقرار النسبى ، والمراهق يتقلب فيها بين عدد من الحالات الانفعالية . وقد يكون من الأمور المحيرة للكبار تقلب ا تجاهات المراهقين نحوهم ؛ فبينما يطلب المراهق المعونة والنصح من أبيه أو مدرسه ويعبر عن شكره الجزيل لذلك وينفذ النصيحة فى حينها ، تراه فى اليوم التالى وقد اعتراه الضيق والتأفف عندما تقدم له اقتراح بشأن موضوع معين ، وقد يعلن لك أنه لم يعد الطفل الصغير وأنه يستطيع أن يفرق بين الصواب والخطأ ويعرف جيدا ما يفعله .

وما يجب على الآباء والمدرسين تقبل هذا التقلب بين المتناقضات وفهم دوافعه باعتباره محاولة من المراهق للإنتقال السريع من من الاعتماد الكلى إلى الاستقلال الكلى إذا كان لديهم الرغبة الحقيقية فى مساعدة أبنائهم . والنظر إلى هذه التغيرات باعتبارها محاولات للعثور على حلول لمشاكلهم الانفعالية. وأن التأرجح بين الاعتماد الكلى الذى يتصف به الأطفال والثورة والتمرد فى هذه المرحلة سببه عاملان متضاربان ، فالمراهق يود من جهة أن ينمو وأن يقف على قدميه كما يود أن يستمر فى اعتماده على غيره حتى يتيح له ذلك الاعتماد التهرب من المسئولية وما يترتب عليها من مضايقات من جهة أخرى .وهوفى أى طريق من هذين الطريقين لا يشعر بالرضا التام ، لأنه فى مرحلة انتقالية يلزمه فيها فسحة من الوقت حتى يتخلص من القديم ويحل محله الجديد ووقتها يبدأ فى الاستقرار ولا يجوز لنا أن نتوقع الاستفرار فبل ذلك .
والمراهقة فترة من حياة كل فرد تبدأ بنهاية الطفولة وتنتهى بابتداء مرحلة النضج أو الرشد . والمراهقة ذات طبيعة بيولوجية واجتماعية على السواء . أما بدايتها فتتميز بتغيرات بيولوجية عند البنات والأولاد . وتسبق مرحلة البلوغ طفرة فى النمو التى تسبق مرحلة المراهقة , وهى تحدث عند البنات فيما بين سن التاسعة والثانية عشرة فى أغلب الأحوال ، وعند البنين فيما بين سن الحادية عشرة والرابعة عشرة . ومعدل النمو فى الطول والوزن يكون قبل هذه الفترة بطيئا ثم يأخذ فى الارتفاع والسرعة لمدة سنتين أو ثلاثة من بداية هذه الطفرة . وفى خلال هذه الفترة أو بعدها مباشرة تظهر الخصائص الجنسية الثانوية . وهذه الخصائص تبدأ عادة عند البنات يلستدارة الأفخاذ ، فنمو الصدر ، فظهور شعر العانة ثم الحيض الذى يبدأ عادة عند سن الثالثة عشرة . وتتميز مرحلة المراهقة عند البنين بظهور شعر العانة وشعر الوجه وتغير الصوت وخشونته .

مطالب النمو فى المراهقة :

يحدد بعض العلماء منهم روبرت هافكهرست Robert Havighurst عشرة مطالب ذات أهمية خاصة بالنسبة للمراهق :
1- الوصول إلى علاقات جيدة أكثر حظا من النضوج مع الأتراب من كلا الجنسين ، وفى مجتمعاتنا الشرقية مع نفس الجنس .
2- التمكن من القيام بدور اجتماعى مقبول يتفق مع جنس المراهق .
3- تقبل الفرد لبنيته الجسمية والتمكن من استخدام الجسم استخداما يتميز بالكفاءة وبالجودة .
4- الوصول إلى مرحلة الاسنقلال الانفعالى عن الأبوين وغيرهم من الكبار .
5- الوصول إلى استقلال اقتصادى نسبى فى مجتمعنا .
6- اختيار إحدى المهن والتأعب والإعداد والتخطيط لها .
7- الاستعداد للزواج والحياة العائلية .
8- التمكن من اكتساب المهارات العقلية والمفاهيم اللازمة من أجل المواطنة القادرة ذات الكفاءة المناسبة .
9- تفضيل الفرد للسلوك الاجتماعى الذى يرتكز على إدراك المسئولية والقيام بهذا السلوك .
10- اكتساب مجموعة من القيم تأتى القيمة الدينية على رأسها ونظام أخلاقى يوجهان سلوك الفرد .

حاجات الشخصية عند المراهق :

من بين حاجات الشخصية الملحة عند الإنسان فى فترة المراهقة عدد من الحاجات هى الحاجة إلى المركز الاجتماعى والحاجة إلى الاستقلال والحاجة إلى تحقيق عدد من الانجازات والحاجة إلى فلسفة مقبولة فى الحياة .
ولغل أقوى الحاجات وأهمها عند المراهق الحاجة إلى المركز أو المكانة فى المجتمع . فالمراهق تواق إلى أن تكون له أهميته ومكانته بين المجموعة التى ينتمى إليها وإلى أن يعترف الآخرون بما له من قيمة ، وهو تواق إلى أن يصل إلى مرتبة الراشدين الناضجين وأن يخلف أمارات الطفولة وراءه . لهذا نجد عددًا من المراهقين يعمد إلى التدخين أو نحو ذلك من التصرفات التى يخيل لهم أنها تدل على النضج والنمو . كما أن الفتاة المراهقة قد ترغب فى ارتداء الأحذية ذات الكعوب العالية ، أو أن تستخدم روج الشفاة أو ماكياج الأم وتقليد الكبار من النسوة فى تصرفاتهن . بل إن المراهق قد يهتم بأن تكون له منزلته بين غيره من المراهقين إلى درجة تفوق اهتمامه بمنزلته عند والديه أو مدرسيه . والمراهقون دائبوا السعى للإعتراف بهم وبقدرهم من كلا من الكبار وجماعة الرفاق .

أما الحاجة الثانية من حاجات الشخصية والتى تزداد اهميتها خلال مرحلة المراهقة فهى :

الحاجة الاستقلال ، ذلك ان المراهق تواق إلى أن تنحل عنه قيود الأبوين ، وأغلال الراشدين ، وإلى أن يصبح شخصا يوجه نفسه بنفسه . قد يريد لنفسه غرفة خاصة أو فراش خاص أو مكتب خاص أو حتى خزنة أو دولاب خاص يحفظ له خصوصيته بعيدا عن أعين أفراد الأسرة .
وترتبط الحاجتين السابقتين من حاجات الشخصية حاجة أخرى هى الحاجة إلى تحقيق الانجازات . وهذه الحاجة ذات أهمية خاصة من حيث علاقتها بالتعلم حيث يكون له مفعول كبير إذا أحس الطالب بعد قيامه بالمجهود بأنه قد أنجز شيئًا أو حققه.

أما الحاجة الأخيرةمن حاجات الشخصية عند المراهقين فهى :

حاجة المراهق إلى أن تكون له فلسفة مقبولة فى الحياة. ذلك أن الطفل الصغير قد يلقى الكثير من الأسئلة ويقوم ببعض التأملات غير الناضجة عن طبيعة هذا الكون ، ولكنه لا يظهر الاهتمام الدائب القوى بالبحث عن معنى الحياة إلا بعد أن يدخل فى مرحلة المراهقة . فالمراهق يهتم بالبحث فى الدين وفى الحق وفى المثل العليا . وهو تواق إلى الاكتمال ، أى أنه يريد أن يستكمل معرفته عن أغراض الحياة وأن يسد ما فى هذه المعرفة من ثغرات ومن نقاط نقص .
والفلسفة المقبولة ومجموعة المعتقدات المرُضية من شأنها أن تزود المراهق بالطمأنينة النفسية . وقد دلت الدراسات على أن عملية التحول عن أو إلى الدين وبدء النشاط السياسى المتمرد تصل ذروة انتشارها فى هذه المرحلة الحساسة من العمر .
فإذا كانت لدى المراهقين حاجة لا يتيسر اشباعها أدى هذا إلى أن يصبح المراهق متململا غير مستقر متوترًا ، ويؤدى به هذا الشعور إلى البحث عن هدف محدد يعينه على التخفف من حالة عدم التوازن التى يعانيها .

ومن الاستجابات الشائعة التى يستجيب بها المراهق لإحباط حاجاته وعدم اشباعها الاستجابات التالية :

1- العدوان .
2- التعويض .
3- التقمص أو التوحد .
4- التبرير .
5- الإسقاط .
6- التكوين العكسى .
7- التمركز حول الذات .
8- الخلفة .
9- الانسحاب .
10- التهرب عن طريق العلل والأمراض .

 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.