اضطراب الشخصية السادية

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الخميس, يونيو 4, 2015 - 11:47

اضطراب نفسي تتجسد لذته بِإيقاع الألم - سواء أكان الألم لفظيًا أو بدنيًا - على الطرف الآخر. لذا حين يوصف أحدهم بشخصية سادية فإنه سرعان ما يتبادر إلى الذهن صورة الإنسان المتسلط عديم الرحمة. تحقير وإهانة, سحق للآدمية, وجرح للكرامة. سلوكيات تبناها أصحاب هذه الشخصية والمحبين لتعذيب الآخرين. والتي تكررت نماذجها وحفظ التاريخ أساطيرها على مدى العصور.

نُسبت تسميتها للأرستقراطي الثوري, والروائي الفرنسي "دوناتا ألفونس فرانسوا" والمعروف بـ "ماركيز دي سادا". كان من دعاة أن يكون المبدأ الأساسي في الحياة هو السعي للمتعة الشخصية المطلقة دون أي قيود أخلاقية أو دينية أو قانونية, وكانت رواياته فلسفية ومتحررة. وقد سجل تاريخه فضيحة شهيرة تمثلت في جلده فتاة شابة تدعى "روز كيلر" والإساءة إليها جنسيًا وبدنيًا في أحد الفصح. إضافة إلى العديد من الفضائح المتسمة بالعنف والقسوة في تعاملاته الجنسية, والتي تسببت في سجنه لـ 32 عامًا متفرقة في سجون مختلفة. ليصبح مصطلح "السادية" مرادفًا في اللغة.. للعنف, الألم, والدموية.

إلا أن هذا المصطلح لم يعد مقتصرًا على العلاقة الجنسية وحصول المتعة فيها بإنزال الألم بالشريك فحسب - كالضرب والتقييد وممارسة كل أنواع الشتم والوحشية بحق الطرف الآخر - بل تعدى ذلك لضرب الإخوة أو الأبناء ﺿﺮﺑًا ﻣﺒﺮﺣًﺎ يصل في كثير من الحالات لمراحل خطرة، كذلك إلحاق الأذى بمن هم تحت إمرته, والاستمتاع بسماع توسلاتهم. ﻻ يشعر بعدها الجاني بأي ذنب بل على العكس يراوده شعور ﺑﺎﻟﻠﺬة و اﻟﻨﺸﻮة.

وبالعودة لتاريخ الحالة السادية فإننا قد نجد في أحد مراحلها حب تعذيب الحيوانات, والذي بدوره يتطور تدريجيًا لسلوكيات أكثر عنفًا موجهة نحو بني البشر.

قد يكون مرتبطًا باضطراب في مناطق معينة من الدماغ. وقد يكون ھﺬا اﻟﺴﻠﻮك نوعًا من التعبير عن الانفعالات السلبية والمحتقنة داخل النفس, أوقد يكون نتاجًا لخبرات الطفولة. والتي قد تتطور من مجرد خيالات إلى ممارسات فعلية, ومن ثم الإدمان عليها.

 

العــــــلاج:

ليس من السهل التعامل مع هذه الشخصية, لذا حين يعجز المصاب عن فصل اللذة عن الألم فهنا ينبغي التدخل العلاجي..

  • لعلاج مثل هذه الحالات لابد للمريض من التعبير عن مكنوناته الذاتية, وتجنب الكتمان والاحتقانات النفسية. وذلك بالتحدث عن تفاصيل حالته المرضية مع الأخصائي, ما نطلق عليه (التفريغ النفسي). وذلك لمعرفة الأسباب النفسية الكامنة وراء اقترافه لمثل هذه السلوكيات. ما يجعله أكثر وعيًا بما يفعله, ويتطور لديه مفهوم الإرادة والتحكم بالنفس.
  • يستخدم العلاج الدوائي حين يرتبط ظهور الذات السادية بمرض آخر كالاكتئاب أو الانفصام.. الخ
  • عند التعامل مع هذه الشخصية ينبغي مقاومتها وعدم الخضوع لها. والتركيز على العلاج السلوكي من خلال إشغالها وإشراكها في أعمال انضباطية بعيدة عن العنف كالأعمال التطوعية, إشعارها بروح الجماعة, وتتويج إنجازاتها.

 

أ.د. عبد الله السبيعي

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.