اضطراب الشخصية المازوخية

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الخميس, يونيو 4, 2015 - 11:50

المازوخية أو المازوكية "Masochism" هو نوع من اضطراب الشخصية, ولفظة تطلق على من يقوم بإيذاء نفسه, سواء أكان الإيذاء لفظياً أو بدنياً, لكن لكي يوصف الشخص بأنه مازوخي؛ فلابد أن يكون الألم حقيقياً. أي مصحوباً بفعل وليس مجرد تخيلات ورغبات..

تحقير للنفس وإيذائها, مع الشعور بالمتعة واللذة الداخلية عند الممارسة, بالرغم من الظهور بمظهر الشاكي, اضطراب يمارس المصاب به  السلوك القهري, ويمثل دور الضحية المقهورة, ما يشعره بالراحة.. 

لذلك اصطلح عليه في علم النفس بمسمى "السلوك الهادم للذات"  .(Self-Defeating Behavior)

والمازوخي عادة ما يتلقى الألم من شخص آخر، وهذا الشخص أو الشريك الجنسي, يمكن أن يكون إنساناً عادياً وطبيعياً, يقوم بتعذيب المازوخي بناءً على طلبه، أو قد يكون شريكاً جنسياً, ذا شخصية سادية. أي أنه يعشق توجيه الألم للآخرين أثناء الممارسة الجنسية، وفي هذه الحالة فإنه يطلق على الممارسة "سادومازوخيم" .(Sadomasochism)     

لكن المازوخية بشكل عام, لا تستلزم دوما وجود الآخر, أو (الشريك الجنسي). فأحياناً يقوم الشخص المازوخي بتوجيه الألم إلى نفسه عن طريق الجلد أو الجرح بالسكين أو الحرق.. وقد يكون ذلك أثناء ممارسته للعادة السرية..

وتعود تسمية هذا الاضطراب بـ "المازوخية" إلى  روائي وصحافي نمساوي يدعى "ليوبولد مازوخ" والمولود في مقاطعة "غاليشيا" والتي قيل بأن نساءها تمتعن بموهبة نادرة في تطويع وترويض أزواجهن..!

مازوخ.. هو صاحب رواية شهيرة عرفت باسم "فينوس في معطف الفرو", والتي تروي قصة الكاتب نفسه صاحب الشخصية المازوخية, وعشيقته البارونة فاني بستور.. لذلك لم يجد الطبيب النفسي - ريشارد فون كرافت - حرجاً من استعارة اسم "مازوخ" لوصف ما بات يعرف لاحقاً باسم "المازوخية"، وذلك في كتاب له أصدره عام 1886 حول الشذوذ الجنسي..

 

أسباب اضطراب الشخصية المازوخية:

كما في أغلب الحالات، فليس هناك نظرية متكاملة أو رأي متفق عليه حول أسباب المازوخية.. لكن؛

  1. قد ترجع أسبابها إلى التنشئة الاجتماعية التي يتعرض لها الأطفال, وما يتخللها من معاملة قاسية وبالأخص معاملة الزوج لزوجته, وذلك الظلم الذي يقع على الأم أمام أطفالها.. ما ينعكس على سلوكهم وذلك بتقمص شخصية الأم الضعيفة, أو اللجوء لتعذيب النفس وإيلامها, في محاولة لتخفيف حدة القلق وتأنيب الضمير.
  2. الخوف من فقدان الحبيب أو هجره, والرغبة في استدرار عطفه و اهتمامه.
  3. هناك من يعتقد بأن المازوخية تنشأ بسبب قمع الأفكار والتخيلات الغريبة والشاذة، ما يولد لدى الشخص رغبة ملحة لوضعها حيز التطبيق، وفي حال شعر الشخص بالإثارة والنشوة عند تطبيقها، فإنه سيرتبط بتلك الرغبة ويستمر في ممارستها.
  4. وأخيراً.. هناك من يزعم بأنها نوع من الهروب, يمارسه البعض لتقمص شخصيات تختلف جذرياً عن شخصياتهم الحقيقية.

 

العلاج:

  • العلاج السلوكي :(Behavior therapy) وهذا قد يتضمن التنظيم والسيطرة على نمط الاستثارة، وكذلك تنمية وتعزيز المهارات الاجتماعية لدى المريض.
  • العلاج النفسي المتوجه نحو الاستبصار(Insight oriented psychotherapy): ويتم من خلال عدد من الجلسات النفسية الفردية التي يصل من خلالها الشخص المازوخي إلى جذور مشاعر الذنب.

 

وفيما هل يشكل المازوخي خطراً على الآخرين أم لا ..؟

فإنه وبصورة عامة وعلى عكس السادي، يتلقى المازوخي الألم ولا يوجهه للآخرين، لكن الخطورة تكمن في إمكانية تسببه بأذى جسيم لنفسه. فعلى سبيل المثال، تسجل عدة حالات وفاة سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية, بسبب الممارسات المازوخية الخطيرة..!

 

 

بتصرف من / أ. د. عبد الله السبيعي

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.