اضطراب نتف الشعر "Trichotillomania"

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الخميس, يونيو 4, 2015 - 18:22

عادة سيئة وسواسية مكتسبة, واضطراب صنف ضمن اضطرابات السيطرة على الدوافع. وهو أحد الوساوس القهرية العُصابية، فهو عمل اندفاعي، يجد فيه المصاب راحة وقتية، حيث يسبقه عادة توتر متصاعد, ويليه إحساس بالراحة أو الرضا، نجد ذلك التسلسل واضحًا في بعض الحالات الاندفاعية والقهرية.

توتر واستمرار في نتف الشعر سواء أكان النتف اندفاعياً ,"Impulsive" أو قهرياً ,"Compulsive" أو تلقائياً ."Automatic" فقد يكون النتف بشكل واعي, ومرتبط بالتركيز على عملية النتف, أو قد يكون بطريقة آلية, حيث نجد المصاب فيها غير واعي تماماً بما يقوم به. حيث تبدأ النوبة بشعور المريض برغبة شديدة وملحة لشد شعره ونتفه, بالمقابل شد نفسي كبير يجتاحه إذا ما حاول مقاومة هذه الرغبة. لكنه وبعد عملية الشد يشعر بالراحة والسعادة. وبتكرار العملية ينتج في بعض الحالات تشوهات تصل إلى حد الصلع التام. ما يُخل بشكل الإنسان, ويبعث على الإحباط النفسي, بالتالي أزمات نفسية, مضاعفات جسدية, ومشاكل اجتماعية.

عادة ما يسعى المصاب للكف عنها ليوم أو ليومين كحد أقصى. لكن سرعان ما يعاود الكرة مجدداً. نوع من النتف الاندفاعي الذي ينتج من نزعات قلقية ذلك حين يبدأ الشخص المصاب بالتفكير بموضوع معين, أو بمشكلة تقلقه, كذلك عند التعرض لصدمة ما, أو في أوقات انعزاله وتململه. وهناك الكثير ممن نجدهم ينتفون شعرهم في أوقات الانشغال بأمر ما؛ كمحادثة بالهاتف, القراءة, تصفح الإنترنت.. الخ. بالمقابل هناك من ينتفون شعرهم في أوقات الفراغ والهدوء؛ مثل فترة ما قبل النوم. وحتى في الأوقات التي يشعرون فيها بالسعادة. مثل أوقات اللعب.

يحدث أن يدافع الاضطراب بالمريض لنتف الشعر من مناطق مختلفة من جسمه ووجهه كـ (اللحية, الشارب, الحواجب..), وفي الحالات المتطورة قد يصل الأمر لأكل الشعر بعد نتفه..

 

العــــــلاج:

  • العلاج السلوكي المعرفي:  

وغالباً ما يكون لفترة محددة يتم فيها - بمساعدة المعالج النفسي - التعرف على سلوكيات وأفكار الشخص, بهدف خلق قوة للسيطرة على مشاعره وسلوكه, بالتالي التحكم في المحفزات المحرضة على النتف. وتجنب أي روابط أو مثيرات مساهمة.

 

  • نصائح سلوكية يوصى بالقيام بها:
  1. تقبل المريض بأن لديه الرغبة الملحة والقوية لنتف الشعر, ولكن مع عدم تنفيذها. بمعنى القبول بالواقع وهو أنه يعاني من هذه الرغبة, ولكنه غير ملزم بأداء ما تتطلبه منه تلك الرغبة.
  2. عملية الرصد: حيث يقوم المريض بعد وعيه بالمشكلة برصد الأماكن, الظروف, الأوقات, والحالة النفسية له عند بدئه بالنتف. كما يفضل عمل جدول مناسب لذلك.  
  3. القيام بعمل جدول الرصد, يجعل من الشخص أكثر وعياً بنوبة شد الشعر لحظة بدئها. هنا يأتي دور عملية البتر: فحينما يتذكر المريض ذلك, كل ما يتوجب عليه القيام به هو التوقف فورًا, وعدم إشباع رغبته في الشعور ببصيلة الشعر بين أصابعه. إن تكرار إيقاف الذات يطفئ هذا السلوك تدريجيًا, لذا يحتاج المريض للصبر والاستمرارية للحصول على نتائج علاجية جيدة.
  4. من المفيد أن يقوم المريض أثناء عملية البتر, بتوجيه عبارات مشجعة ومحفزة للنفس مثل: توقف الآن..!, أنا أتحكم في المشكلة..!, إنه تحدي وعلي أن أكسبه..!. كذلك إشغال اليدين والأصابع. أو تغطيتها بالقفازات أو بقطع بلاستيكية وقائية مرنة - كالتي يستخدمها الممارسون للطباعة - ما يسهم في التحكم على سلوك النتف والسيطرة عليه.
  5. يمكن ممارسة نوع من التمارين السلوكية الجسدية لليدين والأصابع وقت الشعور بإلحاح فكرة النتف. وهو أن يقوم المريض بقبض اليدين لفترة ثم إرخائهما تدريجيًا كسلوك بديل عن نتف الشعر. سيلاحظ المريض أن ذهنه انصرف عن فكرة نتف الشعر بعد القيام بهذا التمرين.
  6. ممارسة تمارين الاسترخاء، التأمل والتفكير الإيجابي، تغيير المكان، وتغيير الوضع.. كأن يجلس إن كان واقفًا، أو العكس.. وهكذا.
  7. مساهمة واحد أو أكثر من أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين بابتسامة, إشارة, تربيت على الكتف.....إلخ, عندما يبدأ في نتف شعره تعطي نوعاً من التذكير والدعم للشخص المصاب. كذلك وضع ملصقات للتذكير. ويفضل أن تكون العبارة أو الملصق يحوي ما هو مشجع ومحفز على الصمود والاستمرار.
  8. التصوير: بعد التقدم النسبي في العلاج, قد يفيد تصوير المنطقة الخالية من الشعر مرحليًا, كلما نبت فيها الشعر, للتشجيع على الاستمرار في العلاج, والحصول على المزيد من النتائج . كذلك مكافأة الذات؛ بأن يسجل المريض نجاحه في التحكم في هذه الرغبة. ومكافأتها بشكل بسيط ورمزي.

 

 

بتصرف من / أ.د. عبد الله السبيعي

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.