متلازمة ستوكهولم

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: السبت, يونيو 6, 2015 - 17:18

نسبة لحادثة وقعت في العاشرة والربع, من صباح يوم الـ 23 من أغسطس, عام 1973م. حين حاول السجين الهارب (جان أولسون) سرقة بنك, في أحد مناطق مدينة ستوكهولم في السويد. وقام باحتجاز أربعة موظفين كرهائن, لست أيام متواصلة.. وعند محاولة إنقاذهم, قاوم الرهائن رجال الأمن ورفضوا التخلي عن خاطفيهم, وبعد تحريرهم, ورغم معاناتهم من قبل الخاطفين, قاموا بجمع التبرعات للدفاع عنهم أمام القضاء..!

وبدراسة حالة المختطفين النفسية, وحالات مشابهه أخرى, تم التعرف على هذا الاضطراب النفسي.

تعريفها:

حالة نفسية  تصيب الفرد, تدفعه للتعاطف أو التعاون مع العدو، بعد تعرضه لأحد حالات الاضطهاد, كالاغتصاب, أو الاختطاف, أو الضرب المبرح.. كما هي الحال في المعتقلات السياسية, حيث تظهر بعضُ علامات الولاء للمعتدي.. نتيجة وجود تهديد لحياة الضحية في الغالب, وهي حالة مغايرة لما يطلق عليه بـ "غسيل الدماغ".

كذلك تظهر هذه المتلازمة, في حالات العنف, أو الاستغلال الداخلي - عاطفياً أو جسدياً - والتي تحدث داخل الأسرة الواحدة، ويكون ضحاياها من الأطفال. فيلاحظ تعلق الطفل بالجاني, بحكم القرابة, حيث يمتنع في الكثير من الأحيان عن اتهامه أو حتى الإشارة إليه.

 

نشأتها:

أثناء عملية الخطف أو الاعتداء, تصاب الضحية بالرعب الشديد, وتقبع تحت كم هائل من الضغط النفسي, فتظهر لديها حيلة نفسية, لاشعورية, تدعى (التماهي مع المعتدي), ويعنى بها؛ حب المعتدي, والالتصاق به, والرغبة في إرضاءه. فتقوم الضحية بالتضخيم من قيمة أي معاملة لينة تتلقاها من قبل المعتدي, حتى وإن تمثلت فقط.. في العزوف عن قتلها. لذا فأي محاولة لإنقاذها, تعتبر بمثابة مصدر تهديد لها..  

 

مآلها:
بعد انتهاء المعاناة, وحين تصبح الضحية في مأمن من التهديد, تمر بحيلة نفسية, لاشعورية, جديدة, تدعى (الإنكار), حيث تنكر الضحية الموقف باعتباره مجرد حلم.. تليها حيلة أخرى, وهي (الإعجاب) بالجاني, تبدو في محاولة تقليد ومحاكاة تصرفاته, ورفض أي سلبية توجه إليه, من قبل الآخرين, ذلك أن الحيل النفسية كالإنكار والإعجاب, والمتزامن مع الشعور بالقوة اللامحدودة, تتضافر جميعها, في سبيل تعلق الضحية أكثر فأكثر بجلادها.

في المقابل نجد القلق والخوف الشديدين, يمنعانها من تقبل أي خيارات أخرى, للتعامل مع هذه الأزمة النفسية. لذا تعتبر هذه المتلازمة وسيلة دفاعية للهروب من ضغط نفسي رهيب, إلا أنها تتم بالتأقلم معه. لاحقاً نلمس التغير في سلوك الضحية, كالاستغراق في العمل, التأمل, القراءة  بشكل غريب, أو الهروب عن طريق النوم لساعات طويلة جداً..
 

العلاج: 

يتطلب التعامل مع هذه المتلازمة جهداً كبيراً, كالعلاج الجمعي, وتقديم الدعم والمساندة, وإخراج المصاب من عزلته.. كذلك يجب إعادة صياغة معاني السلوك الأخلاقي, ومفاهيم الخير والشر لضحاياها..

 

بتصرف من / أ.د. عبدالله السبيعي

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.