القلق العام

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الاثنين, يونيو 8, 2015 - 08:18

القلق هو أحد الأعراض الشائعة جداً في كثير من الاضطرابات النفسية مثل القلق العام ، الرهاب بأشكاله المختلفة ، الوسواس القهري ، الفزع ، اضطرابات التكيف...

ما هو القلق النفسي العام؟

هو أحد أنواع اضطرابات القلق ، ويكون فيها القلق هو الصفة السائدة والمزمنة. ويزيد القلق بسبب التحفز ، والتوتر ، والتفكير المستقبلي الذي ينزع لفرض الأسوء ، حتى وإن لم يوجد ما يدعو إلى هذه الدرجة من الخوف والقلق. لذلك فإن من يعاني من اضطراب القلق العام ، يكون دائماً في حالة ترقب لخبر سيء أو أمر مخيف أو مفاجأة غير سارة.

كيف يتم تشخيص القلق النفسي العام ؟

يمكن تشخيص حالات أعراض القلق النفسي العام بناءً على الأعراض التالية حسب معايير الدليل التشخيصي الإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية الذي تصدره جمعية الطب النفسي الأمريكية ((DSM-4، والتي تتلخص فيما يلي:

أ‌- قلق و اهتمام مفرطان (توقعات مخيفة) ، تحدث أغلب الأيام لمدة لا تقل عن ستة أشهر ، تجاه عدد من الأحداث أو الأنشطة (مثل العمل أو الأداء المدرسي أو الأسرة...)
ب‌- يجد الشخص صعوبة بالغة في التغلب على الاهتمام والقلق.
ت‌- يصاحب القلق والاهتمام الواردة في (أ) ثلاثة أعراض (أو أكثر) من الأعراض الستة التالية:
1. التوتر ، وعدم القدرة على الاستقرار ، وسرعة الاستثارة والخوف.
2. سهولة الإنهاك والتعب.
3. صعوبة التركيز أو فقد الانتباه.
4. سرعة الانفعال.
5. انشداد العضلات.
6. اضطرابات النوم (صعوبة الدخول في النوم ، تقطع النوم ، النوم غير المريح)
ث‌- يجب أن لا يكون محور القلق والاهتمام المذكورة في (أ) مقتصراً على اضطراب نفسي آخر مثل الخوف من حدوث نوبة فزع (اضطراب الفزع)، أو الخوف عند إلقاء كلمة في مجمع من الناس (الرهاب الاجتماعي) ، أو خروج ريح عند الوضوء (اضطراب الوسواس القهري) ، أو الابتعاد عن الأهل والمنزل (قلق الانفصال) ، أو زيادة الوزن (داء النحافة العصبي) ، أو أعراض جسمانية مختلفة (اضطراب الجسدنة) ، الخوف من وجود مرض خطير (اضطراب هجاس المرض)...
ج‌- يؤدي القلق والاهتمام وما يصاحبهما من أعراض جسمية إلى انزعاج كبير أو اضطراب أو خلل في القدرة على أداء الوظائف الاجتماعية أو المهنية أو غيرها من الوظائف الأخرى.
ح‌- لا ينبغي أن يكون هذا الاضطراب بسبب استخدام عقاقير طبية أو مواد مخدرة ، أو نتيجة لمرض عضوي مثل فرط إفراز الغدة الدرقية ، أو يرتبط حدوثه بوجود اضطراب وجداني أو ذهاني أو اضطراب نمائي مثل التوحد وزمرته.

ما هي أعراض القلق النفسي العام؟

يمكن تصنيف الأعراض إلى ما يلي:
أعراض جسمية: وتشمل آلام العضلات والجسم عموماً ، الغثيان أو القيء ، الإسهال ، آلام المعدة ، سرعة النبض ، ارتفاع ضغط الدم ، الصداع ، ضيق التنفس ، التعرق ، الرعشة وبرودة الأطراف ، الدوار ، صعوبة النوم ، ضعف الشهية وفقدان الوزن.
أعراض نفسية: وتشمل الشعور بالخوف وعدم الأمان ، التفكير السلبي الذي يتوقع أسوء الاحتمالات ، السلوك التجنبي وعدم القدرة على الاسترخاء.

ما هي أسباب القلق النفسي العام؟

ليس هناك سبب محدد للقلق النفسي العام ، بل هناك عوامل تجعل من هذا الشخص أو ذاك أكثر عرضة للقلق النفسي من غيره. ومن هذه العوامل:
1. الوراثة: يبدو أن اضطراب القلق العام يكثر في أفراد الأسرة الواحدة ، لكن دور الوراثة في هذه الحالة لا يمكن فصله عن دور التعلم مادام الأبناء نشأوا في نفس البيئة القلقة.
2. الجنس: تزيد نسبة احتمال الإصابة باضطراب القلق العام في النساء عن الرجال بمقدار الثلثين.
3. العمر: ليس هناك مرحلة عمرية محددة تتميز بالقلق أكثر من غيرها. لكن محور القلق قد يختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى باختلاف ما يهم كل مرحلة ، مثل الدراسة والعمل والأسرة ...
4. طبيعة الشخصية: من أنماط الشخصية ذات العلاقة الوثيقة بالقلق العام: الشخصية الوسواسية ، والشخصية الهستيرية ، والشخصية الحدية.
5. العوامل الاجتماعية: ليس هناك علاقة بين العوامل الاجتماعية مثل الثقافة أو الحالة المادية وبين القلق النفسي.
6. الخبرات الشخصية: عندما تمرّ بالطفل ظروف أو تجارب تربوية تجعله يشعر بالخوف ، فإن ذلك يخلق لديه شعوراً بالأمان تجاه المستقبل. كما أن الاحباطات المتكررة ذات علاقة باضطراب القلق العام.
7. الضغوط النفسية: قد تزيد الضغوط النفسية مثل المرض ، والطلاق ، والخلافات ، ومشكلات العمل من احتمال الإصابة بالقلق النفسي.
8. الطعام: من المعروف أن بعض المشروبات مثل القهوة والشاي والكولا تسبب زيادة في مستويات القلق لمن لديهم الاستعداد لذلك.
9. أمراض عضوية أخرى: مثل انخفاض سكر الدم ، وفرط إفراز الغدة الدرقية واستخدام العقاقير المضادة للاكتئاب التي تعمل على زيادة معدلات السيروتونين.

كيف يحدث القلق النفسي؟

القلق النفسي سببه استثارة الجهاز العصبي المركزي المستقل مما يؤدي إلى إفراز مادة الأدرينالين (Adrenaline) التي تتسبب في الأعراض الجسمية والنفسية للقلق.

ما مدى انتشار القلق النفسي العام؟

غالباً ما يحدث القلق النفسي كعرض لمرض نفسي آخر أو نتيجة ظرف ضاغط أو موقفٍ نَهابُه. ولذلك فإن الشعور بالقلق من ألصق المشاعر الإنسانية بالبشر. ويعد القلق كذلك العرض الأساسي في حالات الفزع والرهاب والوسواس القهري والصمات.
أما احتمالات الإصابة بالقلق النفسي العام منفصلاً عن غيره فهي 5% خلال سنوات العمر. وتقدر نسبة المصابين بالقلق النفسي من بين مراجعي العيادات العامة 16% ، ومن بين مراجعي العيادات النفسية بمقدار 25%. ويكون القلق في الغالب مصاحباً لاضطراب عضوي أو نفسي آخر ، مما يجعل أكثر من ثلثي الحالات لا يتم تشخيصها ، ولا تخضع للعلاج.

هل هناك اضطرابات أخرى تشبه القلق النفسي العام؟

نعم. كثير من الاضطرابات النفسية يصاحبها القلق مما قد يحدث ارتباكاً في التشخيص. ومن هذه الاضطرابات على سبيل المثال لا الحصر:
1. القلق الطبيعي الذي يمكن أن يعتري أي إنسان بسبب أمر من أمور الدنيا لكنه لا يكون مؤذياً ولا تنطبق عليه معايير التشخيص التي ذكرناها سابقاً.
2. اضطرابات التكيف التي يأخذ شكل القلق ، وتحدث نتيجة مشكلات الحياة المختلفة مثل الخلافات الإنسانية أو الظروف الطارئة غير المرغوبة.
3. الاكتئاب النفسي: ويتميز بالحزن وانخفاض المزاج وفقدان المتعة بأي شيء.
4. الفزع وله كل أعراض القلق لعام ولكنه يأتي على شكل نوبات شديدة. وفيما بين النوبات قد ينخفض مستوى القلق وقد يزل تماماً.
5. الحالات الذهانية: مثل الفصام والهوس وغيرهما ولا يعتبر القلق أساسياً في تشخيصها.
6. استعمال العقاقير المهيجة مثل الكابيجون والكوكايين كنتيجة مباشرة للاستخدام.
7. استخدام الكحول: ويحدث القلق عند انسحابه من الجسم.

كيف لي أن أعرف عن كنت مصاباً بالقلق النفسي العام؟

يمكنك إجراء هذا الاختبار البسيط -مقياس القلق- الذي لا يغني عن تقييم الطبيب إن لزم الأمر ، ولكنه قد يفيدك في تقدير معانتك إن وجدت.

كيف يمكن علاج القلق؟

علاج القلق يتم من خلال طريقتين:
أولاً: العلاج الدوائي: ومن أمثلته:
1. مضادات الاكتئاب: ومع أنها مضادات للاكتئاب في أساسها التصنيفي ، إلا أنها من أكثر العقاقير المستخدمة لعلاج القلق. كما أن بعضها قد يؤدي لزيادة القلق في بداية استخدامه. ومع ذلك فهي مأمونة العواقب ولا تؤدي لمشكلات صحية أو إدمان على المدى الطويل. ومن أمثلة هذه المجموعة: Paroxetine , Mertazepine, Amitryptaline
2. المهدئات الصغرى: ومن أمثلتها (Diazepam, Alprazolam, Bromazepam). وهذه هي المجموعة التي يمكن أن يحصل عليها قدر من التعود والإدمان. لذلك لا يحبذ استخدامها إلا في الحالات التي تحتاجها فعلاً ، مع التنبيه على المريض بأن لا يستخدم أكثر من الجرعة الموصوفة له إن شعر بأن مفعول الدواء بدأ يضعف.
3. مضادات القلق: مثل Buspiron وهو عقار مفيد لحالات القلق ولا يسبب الإدمان لكنه لا يعطي مفعوله قبل أسبوعين من استخدام الجرعة المناسبة.
4. عقاقير أخرى: مثل Propranolol ويستخدم هذا الدواء لعلاج بعض أعراض القلق مثل تسارع نبضات القلب ، ورعشة الأطراف.
ثانياً: العلاج النفسي غير الدوائي: ويرتكز على مدرسة العلاج السلوكي المعرفي تحديداً. وهو من أنجح الوسائل لعلاج القلق ، لأنه يعالج الأفكار غير العقلانية التي تعتبر الوقود الحقيقي للشعور بالقلق. وتكون هذه الأفكار في الغالب غير واضحة للمريض أو لا يستطيع تعديلها رغم وضوحها له ووضوح خطئها. ويكون العلاج النفسي على شكل جلسات أسبوعية تستغرق كل منها 30-50 دقيقة ، وذلك لعدة أسابيع. ولا بد أن يأخذ المريض فيها دوراً فاعلاً لتعديل أفكار نفسه ، والتدرب على المهارات التي يتعلمها وذلك في واجبات منزلية يكلفه بها المعالج.

ماذا يمكن أن يحدث لو لم يعالج القلق؟

لن يحدث إن شاء الله شيئ خطير لكن الخوف المستمر والقلق يخطف منك بهجة الحياة ورونقها. كما أن الأطفال الصغار يتعلمون بالمحاكاة أن يفكروا بشكل مقلق مما يؤثر سلبياً في تكون شخصيات مهزوزة لا تشعر بالأمان.
أما المضاعفات المعتادة للقلق النفسي المزمن فقد يكون منها: الحموضة وربما قرحة المعدة ، الخفقان ، ارتفاع ضغط الدم أحياناً ، نقص الوزن ، الصداع المزمن ، القولون العصبي ، اضطرابات النوم ، الاكتئاب ، اضطرابات القلق الأخرى مثل الفزع والرهاب.

هل يمكن الشفاء من القلق النفسي؟

نعم. يمكن أن يشفى القلق تماماً ، خاصة مع تعلم كيفية التخلص من الأفكار المقلقة وتبني أفكار إيجابية في الحياة. كما لا ينبغي التوقف عن العلاج (إن وجد) إلا بمشورة الطبيب المعالج.

كيف يمكنني أن أساعد نفسي؟

أولاً: بالمعرفة والقراءة ما أمكن عن القلق النفسي.
ثانياً: إذا كنت قلقاً لدرجةٍ لا يمكنك معها العمل ، أو النوم ، أو نقص وزنك ، فأنت بحاجة لمشورة طبيبة متخصصة.
ثالثاً: إذا استبعدت وجود مرض عضوي ، فيمكنك القيام بالتالي:
1. اعلم أن شيء من القلق أمر طبيعي. بل إن القلق البسيط هو ما يدفعك للإنجاز واتخاذ الوسائل لحماية نفسك من كل ما يؤذيك.
2. اعلم أن القلق من طبيعة هذه الدنيا.
3. افهم القلق: قم بتسجيلٍ لمعدلات القلق عندك لمدة أسبوعين مثلاً: في كل مرة تشعر فيها أنك قلق من 0-10 كل ساعة ، واكتب إلى جوار ذلك معلومات عن أي شيء مهم حدث حينها ، مثل: أين كنت؟ ، من كان معك؟ ، فيمَ كنت تفكر؟ ، ماذا كنت تفعل؟...
4. اعمل شيئاً: ربما لاحظت في نهاية المدة أن هناك ارتباطاً بين شعورك بالقلق وموقف معين أو تفكير معين أو عمل معين. إذا كان بإمكان عمل شيء حيال هذا الأمر فافعل ولا تترك الأمور معلقة. هناك أمور يجب حسمها ، وبقاؤها معلقة يثير فينا القلق ، لذلك يجب أن نحسمها لننتهي من هذا القلق. ومع ذلك فهناك أمور لا نستطيع أن نصنع شيئاً حيالها سوى محاولة التكيف حتى يأذن الله باليسر بعد العسر.
وفي هذه الأحوال:
 يجب أن تعطي الأمور حجمها الطبيعي وأيقن أنه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس .
 القلق لن يغير في الوضع شيئاً فتوكل على الله حق التوكل ، فقد روى الترمذي عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه: قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال "يا غلام إني أعلمك كلمات: أحفظ الله يحفظك ، إحفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف).
 تعلم أن تكون راضياً بقدر الله ومحققاً لكمال الإيمان فقد زاد الترمذي في الحديث السابق عن عبدالله بن عباس قول الرسول صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك)
5. تعلم الاسترخاء التنفسي العضلي العميق كلما شعرت بالقلق.
6. نظم حياتك بأخذ كفايتك من النوم ، والطعام المتوازن ، والمشي ، والراحة ، ومخالطة الناس.
7. تعلم أن تتعرف على أفكارك المقلقة ، ثم تعرف على وجه الخلل فيها وكيف يمكن أن تصلحه من خلال استبدال الأفكار السلبية بأفكارٍ إيجابيةٍ عقلانية.

كيف يمكن أن أتعامل مع مريض يعاني من القلق؟

أولاً: بالمعرفة والقراءة ما أمكن عن القلق النفسي.
ثانياً: إذا كان مكتئباً لدرجةٍ لا يمكنه معها العمل ، أو الاختلاط ، أو نقص وزنه ، فهو بحاجة لمشورة طبيبة متخصصة.
ثالثاً: عليك أن تقوم بما يلي:
1. ذكره بالله دائماً. ذلك لا يعني أنه ضعيف الإيمان بل يعني أنه بحاجة إلى استحضار بعض مقويات الإيمان التي تخفف وطأة القلق مثل قول الله تعالى في سورة الشرح: "إن مع العسر يسراً ، إن مع العسر يسرا". وراجع معه الأحاديث الشريفة التي ذكرنا سابقاً.
2. علمه الاسترخاء التنفسي العضلي العميق كلما شعرت بالقلق.
3. علمه كيف ينظر للأمور كما تراها أنت (بقدر من العقلانية والتوازن) ، ولا تبالغ في تبسيط المشكلات وتسطيحها. وكذلك تجنب الجدال معه حول سوء الأمور أو صعوبة الحلول.
4. أشعره بأنك بجانبه وأنك لن تتخلى عنه (ولكن كن أميناً في ما يتعلق بارتباطاتك الأخرى) وأن لكل مشكلة حلاً في الوقت المناسب بإذن الله.
5. تجنب احتقاره أو إشعاره بسخافة تفكيره أو بضعفه.
6. شجعه على محاولة التغلب على القلق ومواجهة أسبابه واتخاذ القرارات الصائبة لحسم المواقف.
7. شجعه على الخروج من حالة العجز والشلل التي قد يعيشها ، وذلك بالاختلاط ومواصلة العمل وكسب الرزق والرياضة و إشغاله بكل ما هو مفيد.
8. لا تيأس إن باءت محاولاتك بالفشل ، ولا تغضب أو تحبط. إن شعرت بذلك فابتعد قليلاً حتى تتمالك نفسك ، ثم عاود الكرة.
9. لا تنسَ نفسك فقد تجهد نفسياً من جراء المحاولات الفاشلة ، خاصة وأن بعض الأشخاص يكون صعباً في التعامل معه ، لا يقبل الدعم بسهولة ومع ذلك لا يستغني عنه. حافظ على صحتك النفسية والجسمية ، فإذا لم تكن أنت قوياً فلن تستطيع مساعدة غيرك.

 

أ.د. عبدالله السبيعي 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.