اضطراب التحويل

كاتب المقال: Abdullah Subaie
التاريخ: الجمعة, أغسطس 14, 2015 - 09:34

يظهر اضطراب التحويل على شكل حالات من فقد جزئي أو كامل لوظيفة أحد أعضاء الجسم بدون أسباب عضوية.  وتنشأ هذه الأعراض عند مواجهة المريض لمواقف عصيبة لا يستطيع تحملها أو التعامل معها. 

ويصنف اضطراب التحويل في الدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات النفسية، ضمن مجموعة الإضطرابات النفس-جسمية. ورغم اعتقاد البعض أن هذه الاضطرابات قد اختفت من العالم الحديث، إلا أن بعض الباحثين يرون أنها أصبحت أكثر شيوعا مما سبق.

ما هي أعراض اضطراب التحويل؟

حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات النفسية فإن أعراض اضطراب التحويل تشمل:

1. فقدان لاإرادي (جزئي أو كامل) للوظائف الحسية أو الحركية مع غياب مسببات فيسيولوجية.

2. وجود أحداث ضاغطة يرجح أن تكون مثيراً للأعراض.

3. الطبيعة اللاإرادية للأعراض، أي أن المصاب لا يستطيع اختيار أي جزء من جسمه تتحول إليه الأعراض، ولا شكل التحويل ولا مدّته.

4. لا يمكن عزو الأعراض لعوامل فيسيولوجية أخرى، ولا إلى تأثير مباشر لاستخدام مواد ما، أو كنوع من التعبير السلوكي المنحرف.

5. يسبب ظهور أعراض اضطراب التحويل إعاقة وعجز المصاب عن القيام بالوظائف الاجتماعية العادية، وتستدعي تقييم طبي.

6. لا تنحصر الأعراض في الألم أو العجز الجنسي فقط، ولا يمكن عزوها لاضطرابات نفسية أخرى.

 

كيف تظهر أعراض اضطراب التحويل؟

تبدأ أعراض التحويل بالظهور عند مواجهة ضغوطات أو صدمات أو آلام نفسية. وتظهر فجأة ولفترة وجيزة نسبياً (متوسط فترة العلاج بين ساعات إلى أشهر) لكن احتمالات تكرر حدوث الحالة قد يصل إلى 20-25%.

 

ما أهي أشكال أعراض اضطراب التحويل؟

عادة ما تأخذ أعراض اضطراب التحويل شكل الأمراض العصبية أو الحسية لذلك فإن الأعراض تكون عادة على شكل:

1. أعراض حركية:

-        

عدم التوازن

-        

ضعف/شلل أحد الأطراف أو كامل الجسم

-        

الخرس الكامل أو الجزئي

-        

صعوبة في البلع أو غصة في الحلق

-        

سوء السيطرة على البول

-        

نوبات أو تشنجات لا صرعية

-        

رعاش، اختلاجات عضلية

-        

مشاكل المشي

-        

الإغماء

 

2. أعراض حسية:

-        

ضعف البصر/العمى/الرؤية المزدوجة

-        

ضعف السمع/الصمم

-        

فقدان أو اضطراب اللمس أو الإحساس بالألم

-         فقدان الذاكرة

 

ما هي أسباب اضطراب التحويل؟

  1. 1. الوراثة: لا تعتبر الوراثة ذات قيمة في اضطراب التحويل غير أن الثقافة السائدة في الأسرة أو المجتمع قد تزيد احتمالات حدوثه بين أفراد           الأسرة فيما يبدو خطأً أنه عامل وراثي.
  2. 2. الجنس: تزيد نسبة الإصابة باضطراب التحويل في النساء عنها في الرجال بثلاثة أضعاف.
  3. 3. العمر: يمكن أن يصيب اضطراب التحويل كل الأعمار، لكنه يكثر في الأطفال والمراهقين والشباب أكثر منه بعد منتصف العمر.  كما أن نسبة     الإصابة به قد تزيد في مراحل العمر المتأخرة.
  4. 4. العوامل الاجتماعية: تزداد احتمالات الإصابة باضطراب التحويل كلما انخفض المستوى الاجتماعي أو الثقافي.
  5. 5. الضغوط النفسية: تزيد الضغوط النفسية مثل الوفاة أو الطلاق أو الخلافات، من احتمال الإصابة باضطراب التحويل، حيث تعد عدم القدرة على التعبير في المواقف الضاغطة –خاصة المباغتة- أهم تفسير للاضطراب التحويلي كآلية دفاعية للهروب من الموقف أو للتقليل من الألم. 

 

ما مدى انتشار اضطراب التحويل؟

تكثر في عيادات الأمراض العصبية سلسلة من الأعراض المجهولة بين 30-60% من المرضى. كما أن اضطراب التحويل يتطلب تقييم طبي دقيق، إضافة إلى أن معظم المرضى لا يتقبلون فكرة زيارة الطبيب النفسي بصدر رحب. وتقدر بعض الدراسات أن اضطراب التحويل يشكل 11-22 حالة من بين كل 100 ألف حالة نفسية جديدة.

 

هل هناك أمراض أو اضطرابات تشبه اضطراب التحويل؟

قد تشبه أعراض اضطراب التحويل كثير من الإضطرابات العضوية كالجلطة الدماغية والتصلب اللويحي والصرع ونقصان البوتاسيوم. لذلك ينبغي دائماً استبعاد وجود مرض عضوي من خلال الكشف والتحاليل المخبرية والتصويرية أو التخطيط الدماغي. كما ينبغي من الناحية النفسية استبعاد التمارض المتعمّد وبقية مجموعة الإضطرابات النفس-جسمية.

 

كيف يمكن علاج اضطراب التحويل؟

يعد الشخيص الدقيق هو أول خطوة نحو العلاج.  لذلك فإن أول من يباشر هذه الحالات عادة هو طبيب الطوارئ ومن ثم طبيب الباطنة أو الأعصاب.  وقد يتم استبعاد الأمراض العضوية بمجرد الكشف السريري في بعض الحالات، بينما قد يستدعي الأمر تنويم المريض في المستشفى وإجراء فحوصات مستفيضة للوصول إلى تشخيص عضوي.  وعندما يتم استبعاد ذلك يستدعى الطبيب النفسي الذي نادراً ما يلجأ إلى العلاج الدوائي، حيث تتم معالجة هذه الحالات بالتفريغ الإنفعالي والدعم النفسي على المدى القصير.  أما على المدى الطويل فإن وسائل العلاج الأخرى كالعلاج المعرفي السلوكي يفيد في التعرف على الضغوط المسببة لاضطراب التحويل.  كما يفيد التحليل النفسي في استبصار المريض باحتياجاته النفسية ودفاعاته غير السوية.

 

  • ماذا يمكن أن يحدث لو لم يعالج اضطراب التحويل؟

تزول الغالبية العظمى لهذه الحالات، إما تلقائياً أو بمساعدة الطبيب النفسي.  غير أن نسبة قليلة جداً من الحالات قد تكون مزمنة، إما بسبب استمرار الظروف الضاغطة التي تتجاوز تحمل المريض أو ضعف قدراته على مواجهتها والتعامل معها.

 

هل يمكن الشفاء من اضطراب التحويل؟

نعم.  يمكن أن يشفى اضطراب التحويل وتزول أعراضه بشكل كامل. 

 

كيف يمكنني أن أساعد نفسي إن كنت مصاباً باضطراب التحويل؟

1.

اقرأ عن حالات اضطراب التحويل في مواقع الإنترنت الموثوقة التي يشرف عليها أطباء نفسيون مؤهلون.

2.

لا تستسلم للفحوصات التدخلية مثل العمليات الجراحية ونحوها ما لم يكن الطبيب المعالج ثقة ومتمكناً.

3.

استشر أكثر من طبيب متخصص تطمئن له قبل أن تسلم نفسك لأي اجراء قد يضر بصحتك.

4.

إذا لم تسفر فحوصاتك الطبية عن شيء فاحمد الله واستشر طبيباً نفسياً متمكناً.

5. لا تستسلم لمن لا علم لديه من المعالجين الشعبيين والرقاة، فسلامة الفحوصات الطبية لا تعني بالضرورة أن السبب غير طبي.

 

كيف يمكن أن أتعامل مع المصاب باضطراب التحويل؟

  1. 1. قدم له العطف والاهتمام باعتدال ولا تظهر الاهتمام البالغ به وقت حدوث الأعراض.
  2. 2. على العكس من الفقرة السابقة، أظهر شيئاً من البرود وقت ظهور الأعراض، والإهتمام عند اختفائها أو نقصها.
  3. 3. الإهتمام بالأعراض والخوف منها قد يعزز العامل النفسي ويزيد من شدة الأعراض ويؤخر الشفاء.
  4. 4. لا تستلم لشكوى المريض من العجز أو عدم القدرة بل شجعه على الأداء الجيد ومحاولة الخروج من الأعراض.
  5. 5.لا تجعل المريض يشعر منك بأي شك في قدرات طبيبه المعالج أو احتمال وجود مرض عضوي أو نفسي أو خلافه، لأن ذلك مما يرسخ الوهم بالمرض.
  6. 6. تجنب لوم المريض أو إشعاره بأنه مسئول عن حالته، فهو ليس مدعياً ولا متمارضاً وإنما متوهماً.  
سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.