طفل اصبح يخاف بشدة ولا يريد ترك والديه

مرحبًا بك أختي في موقعنا النفسي ونشكر ثقتك بنا. يبدو أن الطفل يعاني من قلق الانفصال عن الوالدين جراء مروره بتجارب مؤلمة وفق تصوره وشعوره كطفل. ذكرتي عزيزتي في استشارتك أن الطفل لم يكن كذلك ابدًا ولكن بدأت هذه المشكلة لديه بعد تأخر والده في اخذه من المدرسة، وبعدها عند ذهاب والدته لزيارة وتركه عند قريبته هنا يجب على الوالدين أن يراجعوا كيفية تعاملهما مع قلق الطفل قبل الحدث وبعده . ومن أعراض قلق الانفصال لدى الطفل: أنه يبالغ في قلقه وخوفه من فقد احد الوالدين بسبب توقعه أن شيئاً مؤذياً سيلحق بهما أو به في غيابه عنهما أو أن حدثاً غيرمتوقعاً سيؤدي إلى انفصال دائم ويبعده عن اسرته على سبيل المثال: قد يقلق بشأن التعرض للاختطاف أو الضياع بالإضافة الى تشبثه والتصاقه بالوالدين بدرجة تعيقه عن القيام بأنشطته اليومية من لعب مع الأقران او الذهاب للمدرسة كما قد يشكو الطفل من اعراض جسدية قبل الانفصال او اثناءه كالام المعدة او الصداع، وقد يصاحبه صعوبات في النوم.
وفيما يلي بعض النصائح المعينة بإذن الله للتغلب على هذة المشكلة لدى الطفل:
- تفهم الوالدين لمشاعر الطفل ومناقشته في الأفكار التي تخيفه و تقلقه بأسلوب يتسم بالهدوء والإتزان ، والتأكيد بأنهما دائمًا بجانبه.
- إن حدث وخرج احد الوالدين بمفرده فيجب اخبار الطفل بأنه سيخرج الان ويحدد له الوقت الذي سيعود به بصدق حتى يثق فيه الطفل ، مع ضرورة المحافظة على هدوئه خلال الانفصال عن الطفل فإنفعالات الوالدين تنتقل للطفل فإذا رأى الطفل أن والده هادئاً، من المرجح أن يكون هو هادئاً أيضاً.
- أن يكون ترك الطفل بالتدريج فمثلاً في المرة الأولى يترك ربع ساعة ثم يتم زيادتها بالتدريج مع تشجيع سلوك الطفل الإيجابي مهما بدى بسيطًا.
- استخدام أسلوب القصة المناسب لعمر الطفل في دعم استقلاليته عن الوالدين، بحيث توضع المشكلة لبطل القصة ثم يسأل الطفل ماذا تتوقع أن يكون الحل؟ ثم يبدأ احد الوالدين بذكر الحلول ومناقشة الطفل بها بأسلوب محبب وممتع ويحمل روح الأمان للطفل.
- توفير بيئة امنة صحية للطفل سواء في المنزل او المدرسة.
- تشجيع استقلالية الطفل بدمجه في انشطة اللعب الجماعية ، وتوكيله مهام تناسب سنه يقوم بها بمفرده واثابته عليها.
- توقع السلوك الإيجابي من الطفل يحفزه لممارسة هذا السلوك ، مثال ذلك ان يقول احد الوالدين: أنا متأكد أنك ستكون شجاع ومستمتع باللعب مع اصدقائك او بالجلوس هنا ريثما أعود من الخارج وهكذا..
- تعليم الطفل كيف يتعامل مع مشاعر القلق والخوف من خلال القصة او اللعب.
- أن يتم شرح حالة الطفل لإدارة المدرسة حتى يتم التعاون المتبادل بين الأسرة والمدرسة والإتفاق على بقاء الطفل في المدرسة يكون بالتدريج في الوقت حتى تخف حدة المشكلة لديه.
- أخيرًا في حال استمرار المشكلة لدى الطفل فيفضل عرضه على مختص نفسي لمتابعته.
دمتم بخير وعافية...