ساعدوني في تحديد مسمى حالة أخي..

طالب الإستشارة: نوره
رقم الإستشارة: 70/816
التاريخ: السبت, أغسطس 1, 2015 - 17:31
مساء / صباح السعادة والحب والرضا
أرجوا أن تصل رسالتي هذه لك وأنت في أتم الصحة والخير..
بداية أشكركم جزيل الشكر على إنشاء مثل هذا الموقع الرائد والذي سيمد الكف للكثيرين ممن لا يجدون الوقت أو الشخص الصحيح للأستشارة..
لن أطيل وسأدخل بتفاصيل الحادثة التي غيرت مجرى حياة عائلتي كليًّا هذا الصيف..
ولكن قبلها سأحكي تفاصيل أهم قبل الحادثة تمامًا..
لدي أخي يصغرني بأعوام في عمر التاسعة عشر
شخصيته: لطيف، مسالم، ودود، حنون، إنطوائي، هادئ، متطرف دينيًّا وشديد الحرص على الدين ومحافظ على صلاته وهيئته الخارجية.
عند دخوله للجامعة قبل سنتين تخصص في اللغة العربية ولم تكن رغبته الحقيقية رغم أنه ذكي جدًا وقارئ وسريع البديهة ولكن شاءات الظروف والأقدار أن لا يقبل إلا باللغة العربية، تخبط كثيرًا في هذا القسم، وبعدها إنتقل محولا منه إلى قسم الشريعة، وهنا بدأ الحد الفاصل في تغير حياته، أصبح متزمتًا ومحافظًا بشدة، ونحن عائلة وسطية أقرب للإنفتاح ناحية الدين والعادات، ولكن كان يكافح في إقناعنا بالحجاب الصحيح وغيره مرة بحب ولين ومرة بشدة سرعان ما تنطفئ..
عائلتي مكونة من أربعة بنات أنا الكبرى أدرس العلوم السيكولوجية، وأختي التي تصغرني بعامين تدرس القانون، وأختي التي تليها في الثانوية، وأختي الرابعة لا تزال في الإبتدائية.
ولدي أربعة أخوة، أخ كبير متزوج ومستقل ولديه طفلين، وأخي المضطرب حاليا، وأخي الذي يصغره في المتوسطة، وأخي الأخير صغير العائلة في الإبتدائية..
والدي ووالدتي يختفلون في الوعي، فوالدتي وعيها أقرب للمنخفض، ووالدي إنسان واع تماما..
عائلة والدتي مفككة وبينها عدوات قديمة ومشاكل لا تنتهي.. بينما عائلة والدي رائعة ومتماسكة وهادئة..
قبل سنة تقريبًا من وقوع حادثة أخي، أصبح أخي مهتمًا بالرياضة والجيم والملاكمة والقوة والعضلات، وعمل ريجيما قاسيًا وخسر ٣٠ كيلو في ظرف أشهر، أصبح يداوم على الرياضة والنظام الغذائي المكون من أرغفة خبز وسمك التونا الخفيف..
أصبح ضعيف البنية جدا، وكان يطيل شعره بشكل مقزز وشعر لحيته أيضًا..
كان حجرته أشبه بالعالم المقرف حقيقة لكونها أشبه بالسرداب القديم الذي يحوي معدات وملابس مرمية وعلب قديمة وأغراض كثيرة وحقائب مقفله وغرائب وعجائب وألغاز..
كان مهتما بالشاي، ومهتما بالخروج للنزهات البرية، كان يغيب بالساعات حتى الصباح الباكر ويعود مرهقًا..
كان كتومًا للغاية ولا يتحدث أبدًا بشكوى أو تذمر، كان مستقلاً لكون غرفته في السفلية بينما غرف النوم لجميع العائلة في العلوية، وغرفته لها قصة مختلفة، فقد كان يرافقنا في العلوية في غرفة منفردة، ولكن قبل سنوات قررت الإنفصال عن أختي التي تصغرني بغرفة خاصة لي ووقع الاختيار على غرفة أخي، ولكنه رفض بحجة أنه يحب غرفته، أقنعه والدي ببعض المال واقتنع على مضض، وبعدها صار منعزلا، حتى أنه أحضر لنفسه غسالة خاصة يغسل بها ملابسة، وثلاجة يضع بها ما يأكل فأصبح غيابه أكثر من حضوره لدينا، ولم نكن نركز كثيرًا على ذلك، فقد كان هادئًا جدًا للدرجة التي لا تجعلك تفتقده، وكان قاسيًا على نفسه فلا يشتري إلا أرخص الأشياء ويدخر المال بشكل كبير..
في السنة الأخيرة اعتذر الترم الأول عن الجامعة، واجهه والدي عندها وكانت حججه واهية كمثل لم أقدم جيدًا بالاختبارات النصفية، وغيرها من الحجج، ودرس الترم الأخير ولكنه لم ينجح سوى بمادة أو مادتين من خمس مواد..
وكانت عائلتي لا تلاحظ غيابه الطويل، واختفاءه حتى ساعات الصباح الأولى من المنزل..
وكان خلال هذا العام يعاني من اكتئاب وإنعزال وإنطواء،
غير ملحوظ بالشكل العميق ولكن لمن يدرك ويعي سيشعر بذلك..
زيادة على طبيعية الإنطوائية والإنعزالية في الأصل..
خلال هذه السنة عمل على توزيع الكتب الدينية لمن لا يدنون بالديانة الاسلامية حتى يرغبهم في الاسلام، وكان يعمل أيضًا كأستاذ حلقة تحفيظ قران للصغار.
أتت الاختبارات النهائية وانتهت وسافر عندها إلى المنطقة الغربية في المملكة برفقة أصدقاءه، لمدة سبعة أيام، وكان يغوص تحت البحر يوميًا مسافة سبعة إلى ثمانية أمتار..
كان يبعث بصور وفيديوهات عبر مجموعة العائلة من خلال برنامج "واتساب"، وكنا نعلق بشكل لطيف ونضحك معا..
هذه الأيام هي الأيام الأخيرة التي أعتبرها فاصلة في حياة أخي..
عاد بعد سفره شخصًا آخر تمامًا..
عاد من السفر وبعد عودته عاد أبي من سفر طويل، تغير أخي بحيث حلق لحيته، وارتدى ثيابًا ليس من عادته أن يرتديها إلا في سفر للخارج، كجينز وتيشرت..
وبدأ يلبس العقال فجأة، وبدا خائفًا من شيء مجهول..
ليلة الحادثة أخبرنا أنه سيسافر للمدينة المنورة، وأنه سيعود سريعا، وأن سفره برفقة صحته بباص صغير..
عاد يومها مخبرنا أنهم غادروا دون أخذه، وأنه ليس حزين وأنها خيرة ورحمة وكأنها كان يحمد الله على مكروه كان سيلحق به إن رافقهم..
لم نركز ليلتها على ما قاله، وفي صباح اليوم التالي من بعد عودة أبي من سفرة اتصلت أمي صباحًا بأبي وأصرت على أن يعود للمنزل حتى يفطر برفقتها، عاد أبي ووجد أخي خائفًا يرتجف وبيده حقيبة صغيرة، يبدو أنه كان مقررًا الهرب أو السفر لم نفهم بالضبط ماذا كان يدور بذهنه، وقتها اعترف لأبي وبكى وعبر عن خوفه، حينها أخذ أبي أجهزته وأحرقها ورمى وأحرق كل شيء مثير للشك أو الخوف بالنسبة له..
قال لأبي يومها أن صديقًا له قد مات وأنه حزين لذلك..
ذلك اليوم كان صعبًا لأن أبي استدعى الكثيرين من أصدقائه ليتحدثوا وينصاحوا أخي..
مرت الليلة وجاء الصباح وأخي لم ينم، واعترف أنه لم ينم لمدة أسبوع..
ذلك الصباح تحدثت إليه وكانت هي المرة الأولى التي يفقد فيها صوابه، كان يتحدث بسرعة رهيبة، ومشدوهًًا ومشدود الأعصاب ويبدوا مرتبكًا، كان يقولا كلاما غير مترابط ولا مفهوم بالشكل السوي..
كان يربط أحداثًا بشكل متخبط ويشعر كأن أحد ما يكيد له ويتهم طبيب طوارئ الجامعة أنه المتسبب في الوعكة الصحية التي مرت به لكونه لم يَصب بأية أمراض صحية لمدة عام وبدا يتحدث بشكل غريب..
بعدها بدأت الهلاوس والضلالات واشتدت بشكل كبير ومخيف حتى أخذناه لطبيب نصح بأن نسافر للترفيه عنه وأنه سيعود لطبيعته بعد أسبوع، وشخص حالته بأنها ثنائي القطب..
لم أقتنع بالتشخيص يومها ولكني سكت ولم أقل شيئًا..
سافرنا إلى الخارج أملاً في أن يعود إلى وعيه وعاد بعد أربعة أيام تقريبا من نوبته إلى الشفاء التام ولكن كان في مدة شفاءه ينام لمدة ١٦ إلى ١٨ ساعة ويعاني من اكتئاب وانطواء، مع رغبة في التغيير ورغبة في السفر إلى بريطانيا للدراسة لكون والدي قد وعده بذلك..
مرت النوبة الأولى وسافر لمدة أسبوع وعاد ومن ثم عادت النوبة بعد أسبوعين وسافر أيضًا، وعاد بعد أسبوع لطبيعته، واستمر على طبيعته تقريبا لمدة ثلاثة أسابيع وبعدها عاد لنوبته..
النوبة الأولى كانت صادمة وصعبة، وأخذ في بدايتها إبرة منومة كان لها مضاعفات شديدة من تشنجات وغيرها، والنوبة الثانية كانت أقل حدة ولكن تصاحبها هوس حاد وذهان حاد، متفاوت بالنسبة وأحيانا يكون مختلطًا..
النوبة الثالثة وهي الحالية هي الأكثر حدة من ناحية العدوانية والعدائية، بدأت بشكل هوسي عال، واحتدت بشكل فصامي، فقد بدأ يخرب كل ما يقع بيده، ويكسر ويؤذي من حوله فامتد قلقنا عليه فأخذناه للمشفى وتم تنويمه..
الآن يرقد في المشفى..
ما جعلني أبعث بهذه الاستشارة هي شكي ناحية التشخيص الذي لم أقتنع به أبدًا، فقد عُرض على طبيبن كلاهما شخصه على أنه ثنائي القطب، والطبيب الأخير لم يشخصه حتى الآن، وما أعرفه عن المرض النفسي هو أنه لا يشخص من أول جلسة بل يحتاج إلى دقة ووعي لكون الأمراض النفسية تتشابه في الأعراض تختلف في المسميات..
وهاتفت طبيبة أخيرة شخصت لي حالة أخي على أنه يعاني من اضطراب الفصام الوجداني..
أريد أن أصل إلى النور من خلال توجيهكم لي وإرشادي هل أخي يعاني من ثنائي القطب، أم من الفصام الوجداني؟
وأدرك تمامًا أنهما قريبان من بعضهما ولا يمكن التشخيص بأحدهما إلا بشكل دقيق ولكن أرجوكم أن تضعوا النقاط على الحروف وتشردوني حتى أصل إلى حل جذري وتشخيص حقيقي..
أخي يعاني من هذا الاضطراب منذ شهرين تقريبًا، ويستخدم دوائين:
Depakine ، Zyprexa
..
كل الشكر والامتنان لتجاوبكم..
سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.