العلاج بالجلسات الكهربائية (ECT)

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الأربعاء, يونيو 3, 2015 - 16:36

مادة دسمة للنقاش والاختلاف بين الباحثين والعلماء والأطباء النفسيين. فبين مؤيد يراه من الخطوط الأولى في العلاج ومعارض يقول فيها ما قاله مالك في الخمر.


غالبا ما يتردد ذوو المرضى قبل التوقيع بالموافقة على إعطاء الجلسات الكهربية مأخوذين بالصورة المبهرة والمخيفة للعلاج التي يرونها في الأفلام أو نتيجة تخوفهم من الآثار الجانبية أو نتيجة الجهل الكبير بكنه هذا النوع من العلاج وبصراحة شديدة (الأطباء هم أكثر الناس جهلا به نتيجة التبحر العميق في البحوث المجراة على هذا النوع من العلاج)

تم تقديم هذا النوع من العلاج بشكله الحالي منذ أكثر من 50 سنه وأكتشف نتيجة نظرة خاطئة من أحد العلماء ظن أن مرضى الصرع لا يصابون بالفصام ولا الأمراض النفسية الأخرى ففكر بإحداث نوبات الصرع اصطناعيا لشفاء هذه الأمراض . ففي عام 1934 م قام العالم Ladislas Von Meduna بحقن مادة الكافور ممزوجة بالزيت عضليا للمرضى وأدى ذلك بالفعل لنتائج مبهرة. إلا إن النتائج الأخرى لنوبات الصرع كالكسور في الأطراف ونسبة الوفيات حدت من استعماله حتى تم تطويره بشكله الحالي حيث يعطى تحت التخدير الكامل وبعد تحضيرات سنتطرق لها وآخر من يشعر بهذه الجلسات هو المريض نفسه!!!!

كيف تقوم الجلسات الكهربية بهذا التأثير: لا يعلم لحد الآن على وجه الدقة كيف يشفى المرضى النفسيون بهذه السرعة ولكن هذا ما يحصل بالفعل وكأن لها مفعول السحر

هناك عدة نظريات لن نغوص فيها عميقا فمن العلماء من يقول أنها تقوم بمسح الذكريات السيئة المختزنة لدى المريض وبعض الباحثين يقول أن تمرير التيار الكهربي يؤدي إلى تغيرات كبيرة في الهرمونات والنواقل العصبية والدورة الدموية وعملية الأكسدة وكيفية تعاطي خلايا المخ للجلوكوز أثناء فترة العلاج.

بوضع قطبين كهربيين على جانبي الدماغ وتمرير التيار عبر قشرة الدماغ إلى المناطق العميقة في المخ مثل الثلاموس أو منطقة المهاد تحصل كل هذه التغيرات. وقد يمتد المفعول الايجابي للصعق الكهربي من مدة تتراوح بين الشهر والسنة!

دواعي اللجوء للجلسات الكهربية:

1) الاكتئاب Major Depressive Disorder : وهو الأكثر بين دواعي الاستعمال وبالذات في الحالات الشديدة جدا كوجود ميول انتحارية وفي كبار السن واكتئاب ما بعد الولادة لدى النساء. وأحيانا يلجأ الطبيب لها عندما يريد تحسنا سريعا حسب ظروف المريض أو عندما تفشل الأدوية المضادة للاكتئاب في تحقيق الفائدة المرجوة أو عدم قدرة المريض على احتمال أعراضها الجانبية.

2) الفصام Schizophrenia: وبالذات النوع التخشبي Catatonic حيث تعتبر الصعقات الكهربية هي العلاج الأنجع. وكذلك الحالات المقاومة للعلاج بالعقاقير.

3) نوبات الهوس Mania: وهي أحد الاضطرابات الوجدانية(سنفرد لها مقالا مستقلا) تتميز بالمزاج العالي أكثر من اللازم والشعور بالعظمة المزيفة وكثرة الكلام والحركة.

4) حالات الصرع المستعصية Status Epilepticus: وهذه من غرائب الصعقات الكهربية أنها تعالج الداء بالداء نفسه إذ أن الصعق الكهربي للمخ يخفف من قابليته للإصابة بنوبات الصرع .

5) دواعي أخرى: الوسواس القهري, نوبات الهذيان, نوبات الذهان الحادة .......إلخ.

كيف يتم تحضير المريض للجلسات الكهربية:

1) يجب أن يتم ذلك بقرار من طبيب استشاري مؤهل ليحدد مدى ضرورة الجلسات وليعيد تقييم وتعديل كل الأدوية التي يتناولها المريض. ويجب على الطبيب أن يحصل على إذن مكتوب(لا يكتفى بالموافقة الشفهية) موقع من المريض أو أهله.

2) إجراء الفحوص المخبرية وأشعة مقطعية للدماغ للتأكد من سلامته وعدم وجود ما يمنع إعطاء الجلسة الكهربية.

3) استشارة طبيب التخدير إذ أنه سيقوم بتخدير المريض تحت مسئوليته وسيتابع الحالة بعد إعطاء الجلسة.

4) تزال كل الأشياء الغير ثابتة في جسم المريض كالأسنان الصناعية أو أدوات الزينة للنساء أو أي شيء قد يضر بالمريض أثناء الجلسة.

5) تجرى الجلسة تحت التخدير العام في قسم (جراحة اليوم الواحد (Day Surgeryفي الغالب.

6) توضع الأقطاب الكهربية على جانبي الرأس وبعد التأكد من عدم ملامسة المريض لأي جزء موصل للكهرباء في السري أو أحد المتواجدين من الأطباء والتمريض وبعد فصل الأكسجين يمرر التيار لمدة 3 إلى 5 ثواني فقط وغالبا تقطع الآلة الكهربية التيار أوتوماتيكيا حسب ضبط الطبيب النفسي المسبق لها.

7) يلاحظ التشنج على المريض الذي غالبا يستمر لـ 30 ثانيه فقط.

8) يلاحظ المريض في غرفة الملاحظة تحت إشراف طبيب التخدير(بشكل أساسي) والطبيب النفسي أيضا وذلك لمدة قصيرة جدا ثم يستطيع بعدها المريض الحركة والتنقل بشكل عادي جدا.

9) يقرر الطبيب النفسي عدد الجلسات (من 6 إلى 20) جلسة حسب حالة المريض ويقرر متى يقطع العلاج حسب نسبة التحسن. وتعطى الجلسات مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا.


مضاعفات العلاج بالصعق الكهربي:

لحد الآن لم يثبت أي ضرر دائم على الدماغ نتيجة الصعق الكهربي ومضاعفاته غالبا ما تكون نتيجة التخدير العام وليس الصعق نفسه.

1) فقدان الذاكرة Amnesia: وهو الأسوأ بين الآثار الجانبية ويكون مؤقتا ولا يستمر لفترة طويلة. قد ينزعج منها المريض بعض الشيء. من أمثلتها أن ينسى المريض متى ولماذا أدخل للمستشفى.

2) الصداع.

3) الهذيان وبالذات في كبار السن أو المرضى الذين يتناولون أدوية معينة مثل أملاح الليثيوم.

4) زيادة ارتفاع ضغط الدم.


موانع استعمال الجلسات الكهربية:

لا توجد موانع مطلقة أو جازمة للعلاج بالكهرباء بل توجد محاذير وحالات خاصة يجب أن يراعيها الطبيب أثناء تحضير الحالة أو في تقرير عدد الجلسات وتكرارها:



1) جلطات القلب وبالذات خلال الثلاثة أشهر التي تلي الجلطة.

2) ارتفاع ضغط الدم المفرط والغير متحكم فيه

3) ارتفاع ضغط السائل الدماغي.

4) وجود ورم دماغي أو تشوه في الأوعية الدموية للمخ.

5) أي مانع يمنع التخدير الكلي(يقرره طبيب التخدير)

6) عدم موافقة المريض أو أهله على الجلسات.

مع تمنياتي للجميع بالصحة والسعادة الدائمة.

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.