الذكاء العاطفي

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الجمعة, يوليو 3, 2015 - 18:04

مقدمه: يعتبر الذكاء العاطفي مفهوماً عصرياً حديثاً ، وله تأثير واضح ومهم في حياة كل شخص في طريقة تفكيره وعلاقاته وانفعالاته. فالتعاون القائم بين الشعور والفكر أو بين العقل والقلب يبرز لنا أهمية دور العاطفة في التفكير المؤثر سواء في اتخاذ قدرات حكيمة أم في إتاحة الفرصة لنا لنفكر بصفاء ووضوح إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن العاطفة إذا ما قويت أفسدت علينا القدرة على التفكير بالطريق السليم والوصول إلى قدرات صائبة. فالشخص الذي يعاني من اضطراب عاطفي وفقدان لإتزانه العاطفي لا يستطيع السيطرة على عواطفه والتحكم فيها حتى ولو كان على مستوى عال من الذكاء وقد يلجأ مثل هذا الشخص إلى تناول الكحول وقد يدفعه إلى ارتكاب جريمة. فالعقل العاطفي منفصل تماماً عن مجالات الذكاء التي تخضع لامتحانات الذكاء المعروفة وهو يسيطر على الغضب والرد على حد السواء. وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار دور العواطف وأهميتها في إتخاذ القرار الذي يستند إلى كل تفكير وعقلانية ، فإن التعلم العاطفي الذي وهبتنا إياه الحياة يعطينا إشارات من شأنها أن تحدد معالم سير القرار بإبراز بعض الخيارات وإبراز أخرى غيرها. وعليه فالعقل العاطفي له شأن في المحاكمة العقلية شأنه شأن العقل المفكر. فنحن نمتلك نوعان مختلفان من الذكاء عاطفي وعقلي أما كيف نتصرف في هذه الحياة فهذا أمر يقرره الطرفان وليس مجرد معامل الذكاء وإنما الذكاء العاطفي هو الأهم . والقدرة العقلية وحدها لا تحسن العمل دون الذكاء العاطفي وبمعزل عنه. ومناطق الدماغ كلها شركاء رئيسة في الحياة الذهنية فإذا تفاعلت كلها ارتفع مستوى الذكاء العاطفي وكذلك الحالة بالنسبة للقدرة العقلية. فعلينا أن نعمل على إيجاد تناغم وانسجام بين العقل والعاطفة وإذا أردنا أن ننجح في ذلك علينا أن نفهم أولاً بصورة واضحة ما الذي نعنيه بقولنا علينا أن نستخدم عواطفنا بذكاء. فالحياة العاطفية لها مجالها وميدانها وعيدانها وشأنها وتتطلب مجموعة من المهارات الفريدة لاستخدامها والاستفادة منها. وبالقدر الذي يكون فيه الفرد منا غنياً في هذه المهارات يكون قادراً على فهم السبب الذي من أجله ينمو شخص في حياته وينجح فيها بينما غيره يساويه في فهم القدرات العقلية ولكنه يتوقف عن النماء ويقصر عن النجاح في الحياة كما قال ثورنديك أن "الذكاء الاجتماعي" هو أحد أوجه الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم الآخرينوالتصرف الحكيم في العلاقات الإنسانية يعدأحد جوانب معامل الذكاء الشخصي.ً *ومثال على ذلك: الطالب الذي كان يريد أن يلتحق بكلية الطب ولم يحصل على معدل يؤهله لذلك مما أسلفه إلى اليأس والإحباط. ذهب هذا الطالب بعد ذلك إلى مختبر المدرسة وهو يحمل في يده سكيناً وما أن أقترب من معلمه حتى دخل معه في نقاش حاد ثم قام بعد ذلك بطعن المعلم بالسكين. وعندما قام التحقيق معها أفاد الطالب أنه كان سيقدم على الانتحار لأنه لم يحصل عمل معدل يؤهل للقبول. بينما أفاد معلمه أنه فعل ذلك ليقتله عن عمد وإصرار سابقين. وعندما نقل هذا الطالب لمدرسة أخرى حصل على المعدل المطلوب وتخرج من كلية الطب بدرجة شرف غير أن معلمه كان لا يزال يعتب عليه لأنه لم يعتذر له عن فعلته ولم يعترف. وكانت الإجابة عن ذلك أن الذكاء الأكاديمي. (ذكاء التحصيل) قد يخون الإنسان أحياناً لأنه لا يمت للحياة العاطفية إلا بالقليل وأن الناس من ذوي التحصيل العالي من الذكاء لا يشترط فيهم أن يكونوا قادة ناجحين في حياتهم . كما يعتبر نجاحنا في الحياة العملية لا يرجع إلى مستوى الذكاء عندنا بأكثر من 20% فقط وأما النسبة الباقية لهذا النجاح فتعودا إلى عوامل أخرى وهي تلك الخصائص التي تشكل في مجموعها بما يسمى "بالذكاء العاطفي". 1_قدرة الفرد على تحفيز النفس: أي توجيه العواطف في خدمة هدف ما. 2_ قدرة الفرد على مواجهة الصعوبات ومقاومة الإحباطات والتحكم في الانفعالات بمعنى تأجيل الدوافع المكبوتة ونجد أن نتائج الأشخاص المتمتعين بهذه المهارة العاطفية على أعلى مستوى من الأداء. 3_إدارة العواطف: أي التعامل مع المشاعر لتكون ملائمة "قدرة تتبني على الوعي بالذات. والتخلص من القلق الجامع وسرعة الاستشارة والأشخاص الذين يتمتعون بهذه المهارة ينهضون من كبوات الحياة وتقلباتها بسرعة أكبر. 4_قدرة الفرد على معرفة عواطفه: فالوعي بالنفس والتعرف على شعور ما وقت حدوثه هو الحجر الأساسي في الذكاء العاطفي. فالقدرة على رصد المشاعر من لحظة لأخرى عاملاً حاسماً في النظر السيكولوجية الثاقبة وفصم النفس ، كما أن عدم القدرة على ملاحظة مشاعرنا الحقيقية تجعلنا نقع تحت رحمتها. فالأشخاص الذين يثقون بأنفسهم، هم من نعتبرهم أفضل من يعيشون حياتهم لأنهم يمتلكون حاسة واثقة في كل ما يتخذونه من قرارات مثل اختيار الوظيفة التي يشغلونها. 5_قدرة الفرد على التعرف على عواطف الآخرين أو التقمص الوجداني "Empathy" وهو مقدرة أخرى تتأسس على الوعي بالانفعالات إنه مهارة إنسانية جوهرية . والأشخاص الذين يتمتعون بملكة التقمص الوجداني يكونون أكثر قدرة على التقاط الإشارات الاجتماعية على أن هناك من يحتاج إليهم. 6_قدرة الفرد على توجيه العلاقات الإنسانية: أن فن العلاقات بين البشر هو فن معظمه مهارة تطويع عواطف الآخرين. 7_قدرة الفرد على العمل بكل جد ومثابرة وأن يكون مزاجه منتظماً لا يخضع للنزوات العابرة فلا يدع لمصاعبة ومتاعبة أن تحول بينه وبين القدرة على التفكير والتروي في الأمور وأن يتحلى بالود والمحبة ويحتفظ في صدره بالأمل المعقود لديه. ومن الطبيعي أن يختلف الناس في قدرتهم في هذه المجالات المختلفة فقد يكون بعضنا ذكياً في معالجته –مثلاً- لحالات القلق الذي تنتابه ، فالقابلية العاطفية في ما وراء القدرة، تقرر بل وتحدد قدرتنا على توظيفنا بشكل جيد مهارات أخرى نمتلكها مهما كانت هذه المهارات بما في ذلك الذهن الخام عندنا ولذلك لم نستخدمه بعد، كما أن الذكاء العاطفي يعطينا طرقاً إضافية أخرى للنجاح في العمل على مسار الحياة في خضمها. وهناك أكثر من دليل على أن من وهبه الله نعمة الذكاء العاطفي يعرف حقيقة مشاعره ويتصرف إزاءها بشكل جيد كما يستطيع أن يستقرئ في أحاسيس الآخرين. كما أن أصحاب المهارات العاطفية النامية جيداً هم أيضاً أكثر احتمالاً ليكونوا راضين عن كيانهم في هذه الحياة وفاعليتهم فيها وقانعين بما حققوه فيها من آمال وما وصلوا إليه من أهداف أما من فقد هذه المهارات وفقد القدرة على خلق حالة من التوازن في حياته العاطفية عاش في صراع داخلي يضعف قدرته على الإنجاز في أي عمل يحتاج إلى التركيز أو إلى التفكير بذهن صاف. إعداد : / أ. العنود بنت عبدالرحمن المطرف أخصائية علم نفس عيادي

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.