الدعم النفسي لتأخر الإنجاب

كاتب المقال: Tahani AL-Sharief
التاريخ: السبت, أكتوبر 31, 2015 - 19:05

الأمومة حلم كل أنثى ، وغريزة فطر الله الأنثى عليها ، تمارس الأنثى دورها كأم بالفطرة وهي طفلة أثناء لعبها مع أقرانها فتلعب دور الأم التي تحنو على صغارها وتربيهم وتدبر شئون مطعمهم وتهذيب سلوكياتهم تقليدا (لوالديها) وكأن الله عز وجل يهيئها لدورها الفطري في الحياة.

وما إن تكبر الطفلة الصغيرة وتتزوج حتى تبدأ تحن لإشباع غريزة الأمومة لديها فتنتظر شهرًا بعد شهر حدوث الحمل ولكن قد تتفأجأ بعدم حدوثه مما يضطرها هي وزوجها للبحث عن مسببات تأخره فيذهبون للطبيب المختص ويطلب منهم بدوره الفحوصات لكليهما لمعرفة السبب وعلاجه إن وجد. ويحدث عند بعض الأزواج بعد استخراج النتائج تبين أنهما يحتاجان لرحلة علاج مطولة لتحقيق حلم الأمومة والأبوة.

أثناء مرحلة العلاج تعتري الزوجان تغيرات نفسية قد تكون أحيانا ناتجة عن جرعة العلاج وأحيانا نتيجة للضغط النفسي والقلق من نتيجة العلاج أو من البيئة المحيطة بهما من خلال كثرة السؤال عن عدم الإنجاب بالإضافة إلى أكثر الأسباب أهمية وهو عدم تعاون احد الزوجين للعلاج مما يشكل عبئا على الشريك الآخر فضلاً عن الضغط النفسي الناتج عن العلاج وحدوث الحمل. 

ومما لاشك فيه أن سوء الحالة النفسية تؤثر على الإنجاب فالقلق والتوتر والضغوط النفسية والصدمات الانفعالية المتكررة بالإضافة إلى شدة التعلق بالإنجاب متمثل في (الرغبة الجامحة في حدوث الحمل ربما تؤدى إلى نزول البويضات قبل نضجها) كل هذه العوامل النفسية قد تؤثر لدى البعض على تأخر الحمل والإنجاب.

هنا يأتي دور الدعم النفسي الذاتي للزوجين لتخفيف مايواجهونه من ضغط نفسي ومن حزن وقلق قبل و أثناء وبعد مرحلة العلاج ، وفيما يلي بعض النصائح التي تساعدهما لتخطي هذه المرحلة من حياتهما بنجاح:    

أولًا:  دعم ديني ويتأتى ذلك بصدق التوكل على الله بالدعاء وحسن الظن به سبحانه والالتزام بالعبادات  مع الأخذ بالأسباب.

ثانيًا: معايشة اللحظة الراهنة للانفعالات أيًا كان نوعها حزن، ضيق، قلق، رغبة بالبكاء، تفاؤل، اشتياق.. والتعبير عنها وعدم كبتها لأن ذلك من شأنه تخفيف الضغط النفسي وإعادة التوازن الذاتي.

ثالثًا: النمذجة وذلك بقراءة قصص لشخصيات مروا بنفس الحدث وكيفية أوصلها الصبر والدعاء مع الأخذ بالأسباب إلى تحقيق الحلم. 

رابعًا: إعادة العزو أو المسئولية بمعنى أن لا يعزو أو يرجع الزوجان سبب تأخر إنجابهما إليهما شخصيًا ولكن هناك عدة عوامل لا ترجع لهما فمثلًا يعزوان السبب إلى مشيئة الله في المقام الأول ، وأنها قد تكون منحة من الله ليجزل ثوابهما على الصبر ثم يستشعرا لذة العطاء بعد طول انتظار .

خامسًا: التقبل الكامل لخبرة الوقت الحاضر بدون تقييم وإطلاق أحكام على هذه الخبرة ، وأن يتم التركيز على ماهو "هنا والآن" مع الالتزام بعمل كل ماهو مهم وفعال في حياة الشخص ومالذي يرغب الشخص أن يعمله حتى يقود حياة لها قيمة ومعنى.

سادسًا: مخاطبة الذات بأفكار ايجابية ينتج عنها مشاعر وسلوك ايجابيين كأن يقول احد الزوجين لذاته 

" أن الله سيكتب لي الأفضل في كل شيء" أو " "أنا متفائل بعطاء ربي وسأحقق ذاتي في مختلف أوجه حياتي" 

سابعًا: تخفيف التوتر عن طريق ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل.

 ثامنًا: احتواء الزوجين لبعضهما وتعاونهما الفعال في رحلة العلاج وما يعتريها من تغيرات نفسية ومشاركة بعضهما نشاطات مختلفة له أكبر الأثر في رحلة العلاج وفي حياتهما بشكل عام.

تاسًعا: التركيز على ايجابيات حدث تأخر الإنجاب ، وتذكر أن كل حدث له جانب ايجابي.

عاشرًا: أن يكون هناك عدة أركان للحياة وليس فقط ركن واحد كركن العلاقات الاجتماعية وركن العمل أو الدراسة وركن آخر للهوايات والاهتمامات وركن للاهتمام بالصحة وهكذا.

 

 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.