اضطراب المسلك (التصرف) - "Conduct disorder"

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الخميس, يونيو 4, 2015 - 18:52

حالة شديدة تتميز بالسلوك العدائي المتكرر والمستمر, تجاهل الآخرين, والعنف الجسدي أحيانًا, كما يتسم هذا السلوك بالتمرد والتحدي, وانتهاك القواعد الاجتماعية, والاستهانة بها, سواء في المنزل, أو المدرسة, أو في العلاقات الاجتماعية الأخرى. ما يتسبب للطفل بضعف في أدائه الأكاديمي, الاجتماعي, والعائلي.

فالأطفال الذين يعانون من هذا اضطراب يحملون طابع القسوة, والذي يدفعهم في وقت مبكر للضرب والعض، ليتطور السلوك لاحقًا من مجرد شقاوة طفولية معتادة, إلى سلوكيات أكثر عدوانية (كإيذاء الحيوانات، تدمير الممتلكات, الدخول في المعارك، السرقة، التخريب، الإحراق, والكذب).

يحصل هذا الاضطراب خلال مرحلة الطفولة, ويبدأ في سن مبكرة منها؛ إلا أن الأعراض المميزة لها الاضطراب تظهر في منتصف مرحلة الطفولة, إلا أنها عادة ما تقل لدى بلوغ الطفل سن الرشد. لكن التطور المستمر حتى تلك السن المتقدمة يؤدي إلى تشخيص الإصابة "باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع". وغالبًا ما يحدث التطور نتيجة الأجواء البيئية السيئة التي كثيرًا ما تترافق وهذا الاضطراب؛ كالعلاقات الأسرية المضطربة, والهروب من المدرسة.

 

ماذا عن نسبة انتشار هذا الاضطراب..؟!

  • تشير الدراسات أن معدل انتشاره تحت سن 18 سنة  بين الذكور في عموم السكان تتراوح ما بين 6 - 16%. في حين أن معدل انتشاره بين الفتيات يتراوح من 2 - 9%.
  • يبدأ اضطراب المسلك في عمر 5 - 6 سنوات, غير أن المعتاد أن يبدأ في الطفولة المتأخرة أو المراهقة المبكرة.
  • إن الأطفال الذين يبدون ظهورًا مبكرًا لاضطرابات السلوك, يواجهون خطرًا أكبر في التصدي للصعوبات المستمرة، ويكونون عرضة لعلاقات الأقران المضطربة.

 

ما هي علامات وأعراض اضطراب التصرف..؟!

من السلوكيات المميزة لاضطراب التصرف ما يلي:

  • سلوك عدواني يتسبب في تهديد أو ضرر الأشخاص أو الحيوانات، مثل التعدي أو التخويف أو الترهيب، البدء في المشاجرات والمضايقات، القسوة الجسدية أو الجنسية.
  • سلوك غير عدواني ويتسبب في فقدان الممتلكات والمقتنيات الثمينة أو الإضرار بها، مثل إطلاق النار عليها, إحراقها أو تدميرها, سرقتها.
  • الغرور, الخداع, إيذاء النفس, والكذب المتكرر.
  • انتهاكات خطيرة ومتكررة للقواعد، مثل البقاء المحظور ليلًا، الهروب من المنزل لليلة وضحاها، وفي كثير من الأحيان التغيب عن المدرسة.
  • انعدام أو تدني الشعور بالندم أو التعاطف تجاه الآخرين.
  • إساءة فهم تصرفات الآخرين أو أهدافهم, واعتبارها عدائية أو مهددة، وبالتالي الاستجابة لها بشكل عدواني.

 

هل لهذا الاضطراب مظاهر واضطرابات مصاحبة..؟!

يرتبط اضطراب التصرف باضطراب التحدي والمعارضة, كذلك يشيع ارتباطه باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وقد يرتبط باضطرابات نفسية أخرى؛ كاضطرابات التعلم، اضطرابات القلق، اضطرابات الاكتئاب أو المزاج، والاضطرابات المرتبطة بتعاطي المخدرات.

 

ما هي عوامل الخطر المفسرة لظهور هذا الاضطراب..؟!

في غالب الأحيان، تلاحظ اضطرابات التصرف في الأطفال الذين تعرضوا لـ :

  • نزاعات عائلية, رفض الوالدين, الإهمال, الأمومة أو الأبوية القاسية.
  • عيش الطفل مع شخص يعاني من اضطراب التصرف (أحد الوالدين أو الإخوة).
  • إصابة الآباء أو الأمهات باضطرابات تعاطي المخدرات, اضطرابات تعاطي الكحول، اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه, الاكتئاب، الهوس الاكتئابي، الفصام.
  • رفض الأقران, أو جنوح الأقران.
  • سوء المعاملة, أو العنف.
  • خلل جيني.
  • الفقر.

 

ما هي الطرق العلاجية المستخدمة لعلاج هذا الاضطراب..؟!

يعد علاج اضطراب التصرف صعبًا, إلا أنه ليس ميئوسًا منه. ويكون العلاج أكثر نجاحًا عند إشراك عائلة الطفل، حيث يمكن أن يتعلم الأهل وأفراد الأسرة تقنيات تساعدهم في تدبير مشكلة سلوك طفلهم. 

 

1- العلاج الدوائي/

يمكن استخدام المنبهات التي تقلل من الاندفاع والنشاط المفرط. كما تستخدم مضادات الذهان في علاج السلوك العدواني. كذلك تستخدم مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أو مانعات استرداد السيروتونين النوعية لعلاج حالات الاكتئاب, وبالتالي تتحسن اضطرابات السلوك الناتجة عنها. وتستخدم أيضًا مضادات القلق لعلاجه وما يصاحبه من اضطرابات سلوكية.

 

2- العلاج السلوكي المعرفي/

بدعم الجوانب الإيجابية في الطفل من خلال التشجيع المعنوي والمكافآت، وإضعاف الجوانب السلبية من خلال نظام الحرمان أ, العقوبات العلاجية، كذلك يتم تصحيح أفكار الطفل وتصوراته الخاطئة التي يبني عليها سلوكياته المضطربة. كذلك تدريبه على المهارات الاجتماعية الصحيحة للتعامل مع بيئته.

 

3- العلاج الأسري/

وذلك بإرشاد وتعليم الوالدين الأساليب التربوية الصحيحة, وكيفية مواجهة المشكلات النفسية لأطفالهم المضطربين.ويتم ذلك من خلال جلسات متعددة يقوم بها معالج متخصص في العلاج الأسري .

 

4- العلاج الجماعي/

بوضع الطفل وسط مجموعة من الأطفال, أو جمع الوالدين مع آخرين ممن لديهم مشكلات مشابهة مع أبنائهم. يستخدم هذا النوع من العلاج آليات وتقنيات كثيرة للتغيير, من خلال ضغط المجموعة, تأثيرها, ودعمها, لتغيير السلوكيات المرضية.

 

5- العلاج المؤسسي/

وذلك بانتزاع الطفل من بيئة عيشه المضطربة، ووضعه في بيئة علاجية لبعض الوقت من اليوم أو طوال الوقت. حيث تتاح له فرصة تعلم مهارات اجتماعية وحياتية سليمة.

 

 

بتصرف من/ أ.د. عبد الله السبيعي

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.