العدوان عند الأطفال

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الجمعة, يوليو 3, 2015 - 17:15

العدوان استجابة طبيعية لدى الصغار ، ويظهر عندما يحتاج الفرد إلى حماية أمنه أو سعادته أو فرديته.
يمكن تعريفه بأنه : السلوك الذي يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين . وقد يكون الأذى نفسياً أو جسدياً .
مظاهر العدوان الجسدي : الضرب، اللكم ، الرفس ، رمي الأشياء ، البصق ، الدفع .
العدوان اللفظي : النبز ، الإغاظة ، الشتم ، التسلط ، التحقير ، التشاجر ، التهديد بالإيذاء.

أنواع العدوان :

هناك ثلاثة أنواع للعدوان :

العدوان الناتج عن الاستفزاز ، حيث يستجيب الطفل دفاعاً عن الذات ضد التصرفات العدوانية لأقرانه .
مقاتلة الآخرين واستفزازهم وإغاظتهم دون استفزاز منهم .
نوبات الغضب المتفجرة التي يقوم فيها الطفل بتحطيم الأشياء .

سمات الطفل العدواني :

الطفل العدواني متمركز حول ذاته . يجد صعوبة في تقبل النقد والإحباط .
الأطفال الأقل ذكاء أكثر ميلاً إلى العدوان .
يمكن أن يكون العدوان تعبيراً عن قدرات لم تتسع البيئة لتحقيقها .
معظم الأطفال في عمر 3-7 سنوات يزداد ضبطهم لعدوانهم .
يحاول طفل الثانية أن يحل الخلاف بضرب الشيء الآخر ، بينما طفل الأربع سنوات أميل للمجادلة مع الآخر ، وفي عمر 8-9 يصبح الطفل منضبطاً بشكل جيد ، وتحدث مشاجرات في هذا العمر ولكنها تكون مختصرة ..

النظريات المفسرة للعدوان لدى الأطفال :

1.بعض النظريات تميل إلى وجود غريزة عامة للعدوان لدى الإنسان (التحليل النفسي).
2.يرى آخرون أن الأطفال يتعلمون الكثير من العادات العدوانية بملاحظتهم لنماذج الوالدين والإخوة والرفاق .
3.يزيد رسوخ العدوان حينما يكافأ الطفل على السلوك العدواني ، سواء بتحقيق ما يريدون أو جذب الانتباه .
4.البعض يرى أن إحباطات الحياة اليومية تستثير الدافع إلى العدوان لدى الإنسان (إذا عاقك عائق عن تحقيق هدفك ) .
5.كثير من المشاجرات في الطفولة تكون بسبب " الملكية " : أن يمتلك شيئاً ما ، فيتنازع عليه مع الآخرين .
6.يتزايد العدوان بتزايد اتجاهات المجتمع الداعمة له ، ويظهر ذلك في الأفلام ، والقصص ، والأخبار التي تروج للعنف وتزينه . ( بمراجعة برامج الأطفال على القنوات الفضائية يتبين أنها مليئة بمشاهد العنف والقتال .. ) .
7.المجتمع القائم على قوانين التنافس لا التراحم تزيد فيه العدوانية .
8.الطفل المعتدي يجذب الانتباه بعدوانيته ، ويكون مثار حديث زملائه .
9.البعض يرى في العدوانية سبباً للحصول على المكانة والسلطة ، والنفوذ والشعور بالانتماء .
10.قد يكون الشعور بالملل هو الدافع إلى الاعتداء بحثاً عن المتعة .
معظم المعتدين يجدون صعوبة في التعامل مع مشاعرهم الخاصة ، ولذا يركزون على مشاعر الآخرين .
11.معظم النظريات صحيحة جزئياً ، ويمكن أن تفسر جزءاً من ظاهرة العدوان .

التلفاز والعنف :

ردًا على السؤال التالي: " لو كنت وحيدًا في جزيرة منعزلة عن العالم، ماذا تأخذ معك؟" ، احتل التلفزيون المكانة الأولى، حتى قبل الطعام والشراب، في إجابات الأطفال من سن 6 أعوام إلى 13 عامًا، طبقًا لاستطلاعات رأي أجريت مؤخراً.
وتتزايد الساعات التي يقضيها الأطفال أمام التلفاز ، ولا سيما المسلسلات الكرتونية المليئة بالمشاهد العنيفة ، وتبين الدراسات التالية عدداً من الحقائق التي ينبغي التنبه إليها:
إبان الستينات في نيويورك. قام عالم النفس ليونارد ايرون بوضع كاميرات سرية في غرف الأطفال لحساب الساعات التي يمضونها في مشاهدة البرامج العنيفة. وقد اكتشف ارتفاعاً طردياً بين السلوك العنيف والساعات التي يقضيها الطفل أمام التلفزيون. كما وجد ان الطفل الأمريكي يشاهد 8000جريمة قتل (ناهيك عن مشاهد العنف الأخرى) قبل بلوغه الخامسة عشرة! وبعد 19عاماً عاد ايرون إلى هدتسون وقابل من كانوا يشاهدون التلفاز لأكثر من خمس ساعات يومياً فوجد أن نسبة المجرمين بينهم أكثر من المعدل العادي. وحين قدم شهادته أمام الكونجرس قال ان منع مشاهد العنف في برامج الأطفال سيخفض معدل الجريمة في أمريكا بنسبة 10% إلى 25%!
..........................
وأفادت دراسة بريطانية ان مشاهد العنف على شاشة التلفزيون او في العاب الفيديو تزيد مخاطر السلوك العدواني او الخوف لدى الاطفال الصغار ومثل هذه المشاهد يمكن ان توازي "اساءة معاملة الاطفال عاطفيا".
وقالت الدراسة ان الصبيان الصغار هم الاكثر تأثرا بهذه المشاهد.
واوضح العالمان النفسيان اللذان اجريا البحث ان "عرض افلام عنيفة عبر الفيديو او التلفزيون تعرض الاطفال لمشاهد لا تتناسب مع عمرهم ولا مع نموهم وتضر بصحتهم العقلية".
واوصت الدراسة الاهل والمربين التعامل بحذر مع برامج التسلية المعدة للكبار كما يتعاملون مع الادوية او المواد الكيميائية الموجودة في المنزل.
واعد المقال العالمان النفسيان من جامعة برمنغهام كيفين براون وكاترين هاملتون جياكريستيس بعد تحليل ست دراسات مختلفة تجمع بين سلسلة من اعمال البحث في شمال اميركا.
وتستند الدراسات الى نهجين: دراسات سريرية للاثر المباشر لمشاهد العنف على الاطفال وابحاث على التأثير البعيد المدى لمثل هذه المشاهد على الاطفال.
وخلص الباحثان الى ان الصور العنيفة تترك بلا شك "تأثيرا على المدى القصير" لدى الصغار عبر "زيادة سلوكهم العدواني او خوفهم".
ويصعب تقدير تأثير هذه المشاهد على المدى القصير على الاطفال الاكبر سنا والشبان الصغار وكذلك اثارها على المدى البعيد على الاطفال بصورة عامة بسبب نقص الدراسات المعمقة حول الموضوع.
............................
وكشفت دراسة نشرت في 2002 في مجلة "صحة المراهق" في الولايات المتحدة ان ربع الشبان الاميركيين في سن 15 عاما شاهدوا فيلم "ناتشورال بورن كيلرز" (قتلة بالفطرة) الذي يتضمن مشاهد شديدة العنف والمخصص نظريا لمن هم فوق 18 عاما.
..................
يقول باحثون ان جميع الدراسات التي أجريت حول العنف وأفلام الفيديو تؤيد النتيجة التي مفادها أن العنف في ألعاب الفيديو من شأنه أن يزيد من معدلات السلوك العدواني في مرحلتي الطفولة والمراهقة، وبصفة خاصة لدى الذكور.. وتشير تحليلات لدراسات أجريت على مدى عشرين عاماً إلى أن تلك الآثار يمكن أن تكون فورية وطويلة الأمد في آن معاً.

الصحبة السيئة والعدوان :

غالباً ما يدرك الأطفال أن لبعض أصدقائهم تأثيراً سيئاًٍ عليهم ، ولكنهم يستمرون في مصادقتهم لأسباب منها :
الشعور بالانتماء .
المتعة والإثارة .
تشابه الميول الخاصة .
المركز والمكانة بين الأقران .
الحاجة المؤقتة للتمرد وتأكيد الاستقلالية عن الوالدين.
نقص الثقة بالذات مما يجعل الطفل يصاحب من هم أصغر وأقل ذكاءً أو أكثر سوءاً من الطفل نفسه .
في بعض الأحيان قد تكون الصحبة السيئة نتيجة وليست سبباً ، فبدلاً من أن يكونوا هم سبب انحراف الطفل ، يكون الطفل قد اختارهم بعد أن ظهرت لديه المشكلات السلوكية ووجدهم متشابهين معه .

الوقاية :

تجنب الممارسات الخاطئة في تربية الأطفال سواء كانت التسيب أو الاتجاهات العدوانية.
الأب المتسيب هو الذي يستسلم لمطالب طفله ، ويعطيه قدراً أكبر من الحرية ، إما بسبب انصياعه له أو إهماله .
الأب ذو الاتجاهات العدوانية لا يتقبل الطفل غالباً ولا يستحسنه . وبالتالي لا يمنحه العطف والتفهم .
استمرار العقاب البدني وقلة العطف يؤدي إلى العدوانية والتمرد وعدم تحم المسئولية لدى الطفل .
قلل من تعرض الأطفال للعنف في التلفاز : وقد بينت الدراسات الحديثة أثر ذلك على الطفل .
نم الشعور بالسعادة لدى الطفل : لأن من يعيش السعادة يميل إلى منحها للآخرين .
اجعل نزاعاتك الزوجية في حدها الأدنى ، وبعيداً عن نظر الأطفال ، حتى لا تكون أنت وزوجتك نموذجاً للعدوان .
أعط طفلك مجالاً للنشاط الجسمي والحركة والتمارين الرياضية .
غير البيئة الضاغطة والمشجعة على العدوان إلى بيئة أكثر تفهماً ومحبة .
زد من إشراف الراشدين على أعمال الأطفال ، فالأطفال يميلون إلى التقليل من السلوكيات العدوانية كلما كانوا أقرب من الراشدين .
لوقاية ابنك من الصحبة السيئة : اعرف أصدقاءه ، وتعرف على قيمهم وأخلاقهم ، واستخدم نظاماً معقولاً في الضبط .

علاج السلوك العدواني :

تعزيز السلوك المرغوب : 

كثيراً ما نعاقب على السلوك الخاطئ ، ولكننا ننسى دعم السلوك الجيد ، ولذا لابد من المزج بين المكافأة والعقوبة .

التجاهل المتعمد :

لا تعط أي اهتمام لتصرفات الطفل العدوانية إلا إذا ترتب عليها تهديد مباشر لسلامة الآخرين ، لأنك باهتمامك بسلوكه العدواني تعززه لديه ، فيعتاد على جلب اهتمامك بزيادة العدوان .

تعليم المهارات الاجتماعية : 

كثيراً ما يتشاجر الأطفال حين تنقصهم المهارات الاجتماعية اللازمة لكي يتحادثوا . ولذا فطفلك في حاجة إلى زيادة مهارات " توكيد الذات : أخذ حقه ، وإعطاء الآخرين حقوقهم ، التعبير الجيد عن مشاعره للآخرين ،
تطوير مهارات الحكم الاجتماعي ( التفكير الجيد قبل العمل ، وتوقع نتائج الأعمال بالنسبة للفرد والآخرين ) . ولتدريبه على هذا حاول أن تحدثه عن مواقف سابقة له مع ربطها بنتائجها ( شجارك في العام الماضي أدى إلى فقدان صديق .. ) .
تعليم التمييز بين ما هو لي ، وما يملكه الآخرون .

حديث الذات :

يمكن ان يكون مناسباً للطفل تكرار بعض العبارات ، مثل " قف وفكر قبل أن تتصرف " .. الخ .
قلل من فرص تعرض ابنك لنماذج عدائية : في التلفاز وفي الحياة الواقعية ، وإذا رأى ابنك بعض هذه النماذج فناقشه فيها ، وأعد ترتيب الأمور معه وتفسيرها بالصورة التي لا تدعم العدوان .
تقديم طرق بديلة للتخلص من الغضب : باللعب ، أو تفريغ شحنة الغضب في كيس اللكم ، أو دمى الضرب ، أو الرياضات التنافسية .
التأكيد على النظام الحازم : ليعرف الطفل أنه قانون الأسرة لا يتساهل مع التصرفات العدوانية .

العقاب : بالعزل لمدة محددة .

ترتيب صداقات مع أطفال جيدين .
نم السلوك الإيثاري عند طفلك : مساعدة الآخرين .
تقويض الدفاعات اللاشعورية للعدوان ، كالتبرير والإسقاط ، وكشف ذلك له .
البحث عن أسباب المشكلة ، وتقديم الحلول البديلة قبل أن تقوم بالحكم على الطفل .
لعلاج مشكلات الرفقة السيئة : استخدم النقد غير المباشر دون استفزاز له " يبدو أنك كلما كنت مع أحمد مررت بمشكلة .. " ، شجع أطفالك على توسيع صداقاتهم بأناس صالحين ، تفحص حاجات طفلك التي يلبيها في رفقته السيئة ، آمن بطيبة طفلك ِ، قوِّ علاقتك بابنك ، ضع نظاماً وحدوداً 

 

 

 

اختيار و اختصار :  د. محمد محمد فريد 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.