اضطراب قلق الأمراض

كاتب المقال: Abdullah Subaie
التاريخ: السبت, فبراير 6, 2016 - 20:57

قلق الأمراض هو أحد الإضطرابات النفسية الشائعة.  وهو يصنف ضمن اضطرابات القلق التي تتسم بالقلق والخوف.  وأهم ما يميز قلق الأمراض هو الخوف والقلق المبالغ فيه من وجود أو الإصابة بالأمراض.

وبطبيعة الحال فله انعكاسات سلبية نفسية وجسمية واجتماعية ووظيفية.   

 

ما هي أعراض اضطراب قلق الأمراض؟

حسب معايير الدليل الإحصائي والتشخيصي الخامس للجمعية الأمريكية للطب النفسي فإن اضطراب قلق الأمراض هي كما يلي:

1. تتسلط على المريض فكرة أنه ربما يعاني من مرض خطير، أو أنه عرضة للإصابة بمرض خطير.

2. لا توجد لدى المريض أعراض مرضية أصلاً؛ وإن وجدت فهي أعراض عامة بسيطة لا تدل على وجود مرض خطير.

3. عند وجود ما قد يكون مثيراً للتفكير (كوجود أعراض تشبه المرض الذي يخاف منه أو وجود الإستعداد للإصابة به)، فإن القلق أو التفكير الناشئ من ذلك لا يتناسب مع المعطيات الطبية الحقيقية.

4. يتسم المريض بالحذر الشديد والتوجس تجاه صحته أو أي تغير في وظائف جسمه أو أي أعراض غريبة.

5. كثيراً ما يتفقد المريض نفسه بحثاً عن علامات المرض، فيقيس ضغطه أو نبضه أو حرارته عدة مرات في اليوم.

6. قد يتجنب المريض الرعاية الصحية كزيارة الأطباء أو المستشفيات خوفاً مما قد يكتشف عنده من أمراض.

7. قد يتغير مصدر القلق من مرض إلى آخر فقد ينشغل بمرض السكري مدة ثم يتركه لينشغل بالسرطان مثلاً.

8. يستمر القلق بأعراضه المذكورة أعلاه مدة لا تقل عن 6 أشهر.

9. لا يمكن تفسير الأعراض التي يعاني منها المريض باضطراب نفسي آخر كاضطراب الأعراض الجسمية، اضطراب القلق العام، الوسواس القهري أو حالة ذهانية.

 

ما هي أشكال اضطراب قلق الأمراض؟

ينقسم المرضى من حيث سلوكهم تجاه المرض إلى صنفان رئيسيان:

1. الصنف الباحث عن الرعاية الصحية: وهذا الصنف من المرضى يكثر زيارة الأطباء والمستشفيات بسبب الأعراض التي يشكون منها أو الخوف من وجود مرض ما.  وعادة ما يخضعون للكشف والفحوصات المخبرية والإشعاعية.

2. الصنف المتجنب للرعاية الصحية: وهذا الصنف من المرضى يتجنب زيارة الأطباء أو المستشفيات لأنه يغلب عليه الخوف من لحظة المواجهة بما قد يكتشفه أو يقوله الطبيب.

 

ما هي أسباب الإكتئاب؟

  1. الوراثة: ليست هناك أرقام حيال نسبة الوراثة لهذا الإضطراب، لكن الإستعداد للقلق يكون هو الموروث.
  2. الجنس: لا تختلف نسبة الإصابة باضطراب قلق الأمراض في النساء عنها في الرجال.
  3. العمر: يمكن أن يصيب الإكتئاب كل الأعمار، لكن الإصابة الأولى تحدث عادة في العقدين الرابع أو السابع من العمر.
  4.  العوامل الاجتماعية: وجدت الدراسات أن العاطلين والأقل تعليماً يزيد لديهم نسبة الإصابة باضطراب قلق الأمراض.
  5. الضغوط النفسية: تزيد نسبة الإصابة بقلق الأمراض عند من لديه أمراض خطيرة في نفسه أو في أحد أفراد أسرته.  كذلك فإن حصول تجربة سلبية مع الأطباء أو المستشفيات أدت إلى اهتزاز الثقة في الطب قد تزيد من فرصة الإصابة بقلق الأمراض.

 

كيف يحدث قلق الأمراض؟

يحدث قلق الأمراض نتيجة فكرة تسيطر على عقل المريض بأنه مصاب أو عرضة للإصابة بمرض خطير.  هذه الفكرة المقلقة تزيد من إفراز السيالات العصبية (المواد الكيميائية الطبيعية التي تجعل الخلايا العصبية تتواصل فيما بينها)، مثل نورادرينالين (NA).  وافراز هذه السيالات هو المسئول عن المزيد من أعراض الخوف التي تزيد من قلق المريض وربما تؤكد له هذه المخاوف.

 

ما مدى انتشار اضطراب قلق الأمراض؟

حسب دراسات الجمعية الأمريكية للإضطرابات النفسية فإن نسبة من يعانون من قلق الأمراض هي حوالي 1 من كل ألف من مراجعي المستشفيات والعيادات الطبية.  كما وجدت دراسات ميدانية أن نسبة انتشاره في المجتمع 1 من كل ألفين.

 

هل هناك اضطرابات أخرى تشبه اضطراب قلق الأمراض؟

هناك عدد من الإضطرابات قد تشبه في شكلها اضطراب قلق الأمراض، غير أنه لا يتوفر لها العدد الكافي من معايير التشخيص.  ومن هذه الإضطرابات:

1. مما ينبغي التنبه له خاصة من قبل الأطباء هو أن المريض قد يشكو كثيراً مما يتوهمه، لكنه قد يشكو من مرض حقيقي كذلك، ويجب أن يتلقى الفحص اللازم في كل مرة يحضر فيها للطبيب.

2. القلق الطبيعي الذي يمكن أن يحدث لأي شخص بانتظار بعض الفحوصات.

3. اضطرابات التكيف مع ضغوط الحياة التي قد يصاحبها أعراض جسمية متعددة. 

4. اضطراب الأعراض الجسمية حيث تكون الأعراض الجسمية جديرة بالإهتمام مقارنة باضطراب قلق الأمراض الذي تكون فيه الأعراض بسيطة أو غير موجودة أصلاً. 

5. القلق العام الذي قد يصاحبه أعراض مختلفة لكن تفكير المريض وانشغاله لا يكون منحصراً على صحته فقط.

6. الوسواس القهري حيث تتسلط بعض الأفكار على المريض لكنه يدرك في الغالب سخافتها، رغم صعوبة منع الإستجابة لها.

7. اضطراب الهلع أو الذعار الذي تحدث فيه نوبات من الخوف الشديد مصحوباً بأعراض جسمية كثيرة قد تكون في حد ذاتها مصدر قلق للمريض.

8. الإكتئاب النفسي الذي قد يكون مصحوباً بأعراض جسمية وأفكار سلبية.  لكن العلامة الفارقة للإكتئاب هي انخفاض المزاج.

 

كيف يمكن أن أعرف إن كنت مصاباً باضطراب قلق الأمراض؟

قم بزيارة قسم الإختبارات النفسية في موقع "النفسي، مرجعك المعتمد" www.alnafsy.com، الذي يشرف عليه البروفيسور عبدالله السبيعي، وأجر الإختبار المناسب.  هذه الإختبارات ليست كافية للتشخيص، لكنها تساعدك –إضافة إلى هذه المعلومات-في التعرف على معاناتك، ولا تغني عن زيارة الطبيب النفسي.

 

كيف يمكن علاج اضطراب قلق الأمراض؟

يعتمد علاج قلق الأمراض على الأعراض النفسية الغالبة، إضافة إلى الأعراض الجسمية.  وعندما يتم استبعاد الأعراض الإضطرابات النفسية المشابهة، فيمكن علاج حالة قلق الأمراض بعدة طرق أهمها:

  1. العلاج الدوائي: مع أنه لا يوجد دواء محدد لعلاج قلق الأمراض إلا أن عدداً من المجموعات الدوائية تستخدم في علاجه.  ومن هذه المجموعات مضادات الإكتئاب التي تعمل على رفع مستويات مادتي سيروتونين (5-HT) ونورادرينالين (NA).  وكذلك قد تستخدم مضادات الذهان التقليدية بجرعات قليلة ولمدة قصيرة.  وهذه العقاقير مأمونة العواقب وليس لها ضرر على المدى الطويل بالنسبة لأجهزة الجسم المختلفة، ولا تسبب الإدمان.
  2. العلاج النفسي غير الدوائي: ويهدف إلى تعديل أفكار المريض التي تتسم بالتركيز على الأعراض الجسدية وضعف القدرة على استخدام المفردات التي تعبر عن الإنفعالات والمشاعر والألم النفسي.  ويكون العلاج النفسي عادة على شكل جلسات أسبوعية تستغرق كل منها 30-50 دقيقة، وذلك لعدة أسابيع.

 

ماذا يمكن أن يحدث لو لم يعالج اضطراب قلق الأمراض؟

قلق الأمراض لا يؤدي إلى مضاعفات مباشرة لكن المريض قد يعرض نفسه لعدد من المشكلات غير المباشرة مثل الخضوع لعمليات جراحية لا داعي لها، وقد تسبب له الكثير من المضاعفات الطبية الخطيرة.  كما أنه قد يكون عرضة للإبتزاز المادي من خلال المصاريف المادية في الفحوصات والإجراءات المكلفة والتي لا داعي لها.  هذا إضافة إلى القلق الذي يعيشه المريض في انتظار النتائج وآراء الأطباء.

 

هل يمكن الشفاء من قلق الأمراض؟

نعم.  يمكن أن يشفى قلق الأمراض تماماً، ولكن ينبغي عدم استخدام أي دواء أو التوقف عنه إلا بمشورة الطبيب المعالج.  كما ينبغي عدم الإستعجال في النتائج، خاصة مع العلاج اللادوائي، الذي يستلزم الإنتظام في الحضور والمشاركة الفاعلة في الجلسات مع المعالج.

لا يمكن الوعد بشفاء دائم لا عودة فيه للمرض بعد توقف الدواء، لأن ذلك غير ممكن لأي طبيب مهما كان تخصصه.    

 

كيف يمكنني أن أساعد نفسي إن كنت مصاباً بقلق الأمراض؟

1. اقرأ عن قلق الأمراض والأمراض المشابهة في المصادر الموثوقة مثل موقع "النفسي، مرجعك المعتمد" www.alnafsy.com الذي يشرف عليه البروفيسور عبدالله السبيعي.

2. استشر طبيباً عاماً تثق به في الأعراض التي تعاني منها لمساعدتك في استبعاد أي مرض عضوي لا قدر الله، لأن ذلك سيوفر عليك الكثير من الجهد والمال والإجراءات الطبية التي لا داعي لها. 

3. لا تستعجل أبداً في إجراء أي فحوصات تدخلية كالعمليات الإستكشافية التي قد تسبب لك المضاعفات الخطرة.

4. استشر طبيباً نفسياً تثق به، ولا تكابر معتقداً أنك لا تعاني من أي مشكلة نفسية، وبادر بالعلاج فالشفاء ممكن بإذن الله. 

5. لا تكثر من زيارة الأطباء فكل دواء أو علاج يحتاج لوقت كافٍ لتحقيق النتائج المرجوة.  كما أن تنقلك بين الأطباء والعيادات يجعلك تبدأ في كل مرة من الصفر مما يهدر مالك ووقتك ويؤخر شفاءك.

6. لا تنسى التوكل على الله فما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك.  ولعل شيء من القلق والخوف يكون حافزاً لك لمزيد من الطاعات والبعد عن المعاصي.

 

كيف يمكن أن أتعامل مع مريض قلق الأمراض؟

1.  قدم له العطف والاهتمام باعتدال، ولا تنزعج من قلقه وكثرة أسئلته، فهو يحتاج منك للتطمين في كل مرة.

2. ساعده في التوجه للطبيب المناسب للفحوصات والإطمئنان، وذكره دائماً بأهمية الصبر وعدم الإستعجال وإعطاء العلاج وقته الكافي للتأثير.

3. ساعده في التعبير عن مخاوفه بلغة نفسية يمكنه فيه الحديث عن انفعالاته وأفكاره، لأن التعبير باللغة الجسدية يحرمه فرصة التعبير الصحيح ويوهم الطبيب غير النفسي بوجود أمراض عضوية يقوم على أساسها بطلب فحوصات أو إجراءات لا داعي لها.

4.  تجنب لوم المريض أو إشعاره بأنه مسئول عن حالته، وتجنب اتهامه بضعف الإيمان أو نقص اليقين.

5.  ابحث له عن طبيبٍ نفسيٍ كفؤٍ، وسارع بالعلاج، فإن قلق الأمراض قابل للعلاج، ويوفر على المريض الكثير من المعاناة والخسارة المادية.

6.  لا مانع أن تصحبه عندما يذهب عند الطبيب إما لتوضيح ما قد يحتاج من توضيح أو تجنب ما قد يقع فيه المريض من ابتزاز بسبب معاناته.

 

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.